منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، يعيش الأطفال في قلب واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، وتُشير تقارير الأمم المتحدة، أن السودان أصبح يشهد أكبر أزمة نزوح للأطفال عالميًا، حيث نزح أكثر من 5 ملايين طفل داخل البلاد وخارجها، خاصة إلى تشاد، مصر، وجنوب السودان.
التعليم المنهار: 19 مليون طفل خارج المدارس
وتُعد أزمة التعليم في السودان من بين الأسوأ عالميًا، حيث أن أكثر من 90% من الأطفال في سن الدراسة، أي حوالي 19 مليون طفل، لا يحصلون على تعليم رسمي، وتحولت المدارس إلى ملاجئ أو ساحات قتال؛ مما حرم الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم.
المجاعة تفتك.. نصف مليون طفل فقدوا حياتهم
كما تُواجه البلاد أزمة غذائية حادة، حيث يُعاني حوالي 4 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، منهم 730,000 معرضون لخطر الموت بسبب الهزال الشديد، وفي مخيم زمزم بدارفور، يُسجل وفاة طفل كل ساعتين بسبب الجوع.
العنف الجنسي: جريمة حرب ضد الطفولة
فيما تُشير تقارير “أطباء بلا حدود”، إلى تزايد حالات العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في دارفور، حيث تم علاج 659 حالة في جنوب دارفور بين يناير ومارس 2025، مع تأكيد أن أكثر من ثلثي الحالات كانت اغتصابًا.
رحلة ألف ميل بحثًا عن الأمان
في قصة مؤثرة، سار ستة أطفال أيتام لمسافة تقارب 1600 كيلومتر من أم درمان إلى الجنينة بحثًا عن الأمان، وواجهوا الجوع، الخوف، وفقدان الأمل، ليجدوا في النهاية منزل أختهم مدمّرًا، واليوم، يعيشون في منزل مهجور، بلا تعليم أو مستقبل واضح.
الانتهاكات المستمرة: الأطفال تحت النار
وتُظهر البيانات، أن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في السودان قد ارتفعت بنسبة 83% مقارنة بالعام السابق، مع تسجيل 110 انتهاكات في شمال دارفور وحدها.
ويُواجه أطفال السودان مستقبلًا غامضًا، حيث تُهدد الحرب، المجاعة، وفقدان التعليم بتدمير جيل كامل، لذا تُطالب المنظمات الإنسانية بضرورة التحرك العاجل لحماية هؤلاء الأطفال وتوفير الدعم اللازم لهم.