في تطور خطير يعكس هشاشة الوضع الأمني في العاصمة الليبية، أُعلن، مساء السبت، عن إغلاق ميناء طرابلس البحري، وذلك عقب تعرضه لعمليات نهب واسعة النطاق نفذتها عناصر تابعة لجهاز أمني مرتبط بحكومة عبد الحميد الدبيبة، بحسب ما أكدته مصادر رسمية ومشاهد فيديو موثقة.
وأوضح مصدر من إدارة الميناء – في تصريحات إعلاميةـ، أن عشرات المركبات التابعة لمواطنين، إضافة إلى خزنة مالية وأجهزة كمبيوتر ومعدات لوجستية، قد تم الاستيلاء عليها خلال عملية وصفت بأنها “منظمة ومدروسة”، متهما القوات التابعة للأخوين عماد وعبدالله الطرابلسي، المعروفين بـ”الفراولة”، بالوقوف خلف هذه الأعمال.
وأضاف المصدر: لقد وثقنا كل شيء بالصوت والصورة، ونحن نحمل رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء السافر على أحد أهم شرايين الاقتصاد الليبي.
وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو صادمة تظهر عناصر مسلحة تقوم بتحميل ممتلكات داخل سيارات عسكرية دون حسيب أو رقيب.
ردود فعل سياسية وأممية
في محاولة لاحتواء تداعيات هذه الفوضى الأمنية، أصدر المجلس الرئاسي الليبي بيانًا أكد فيه إطلاق آلية لتثبيت الهدنة وتعزيز الاستقرار في العاصمة، وذلك بحضور المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه.
وقد ترأس رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي اجتماعًا أمنيًا رفيعًا ضم رئيس الأركان العامة مح١مد الحداد وآمري المناطق العسكرية، ناقش خلاله سبل استعادة السيطرة على المشهد الأمني ومحاسبة المتورطين في أحداث طرابلس، وفي مقدمتها كارثة نهب الميناء.
وأكد المنفي على ضرورة العمل المشترك بين كل الأطراف العسكرية والأمنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة، مشددًا على أهمية دور المؤسسة العسكرية في حماية المدنيين ومؤسسات الدولة.
ومن جانبها، أكدت المبعوثة الأممية دعم البعثة الكامل للتحركات التي يقوم بها المجلس الرئاسي في هذا السياق، وأشارت أن المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، يراقب التطورات بدقة ويعتبر هذه الخطوات ضرورية لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
تحذيرات من انهيار أمني واقتصادي
يعد ميناء طرابلس البحري من أبرز المرافق الاقتصادية الحيوية التي تعتمد عليها العاصمة، سواء في استيراد السلع أو في حركة الشحن التجاري.
يأتي إغلاقه في وقت بالغ الحساسية، وسط تحذيرات من انعكاسات اقتصادية وخدمية سريعة على المواطنين، خاصة في ظل الأزمة المعيشية المستمرة.
كما حذرت البعثة الأممية -في بيان سابق- من أن العاصمة تعيش في ظل “هدنة هشة”، مطالبة التشكيلات المسلحة بـ”العودة الفورية إلى ثكناتها”، والامتناع عن أي تحركات قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع مجددًا.
