شهدت العلاقات بين إسرائيل والطائفة الدرزية تطورات ملحوظة خلال شهر مارس 2025، تزامنًا مع التغيرات السياسية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع الرئاسة. تسعى إسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع الدروز في سوريا ولبنان، مستغلة حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
زيارات متبادلة ومساعدات إنسانية
وفي خطوة تاريخية، زار وفد مكون من حوالي 100 من شيوخ الدروز من سوريا إسرائيل للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عامًا، حيث عبروا إلى الجولان المحتل لزيارة مقامات دينية درزية.
وحظي الوفد بترحيب كبير من قبل المجتمع الدرزي في إسرائيل، مما يعكس الروابط القوية بين الدروز عبر الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت إسرائيل عن إرسال 10,000 حزمة مساعدات إنسانية إلى الدروز في سوريا، خاصة في محافظة السويداء، تضمنت مواد أساسية مثل الزيت والدقيق والسكر.
وتُظهر هذه الخطوة دعم إسرائيل للأقلية الدرزية في ظل الصراعات المستمرة في سوريا.
محاولات الاستقطاب بعد سقوط الأسد
ومع تولي أحمد الشرع الرئاسة في سوريا، تسعى إسرائيل إلى استقطاب الدروز، مستفيدة من مخاوفهم تجاه الحكومة الجديدة التي تُعتبر ذات توجهات جهادية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن السماح للعمال الدروز السوريين بدخول الجولان للعمل، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية مع الدروز في سوريا.
كما هددت إسرائيل دمشق بحجة حماية الدروز، حيث وجهت تحذيرات للحكومة السورية الجديدة من أي تهديدات محتملة للطائفة الدرزية.
ردود الفعل المحلية والإقليمية
وفي مواجهة التحركات الإسرائيلية، عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعًا مع وجهاء الدروز في دمشق، مؤكدًا على وحدة الأراضي السورية وضرورة التصدي لأيّة محاولات للتدخل الخارجي.
من جهة أخرى، أثارت التحركات الإسرائيلية قلقًا في لبنان، حيث يُنظر إليها كمحاولة لتشجيع الدروز على الانفصال، مما قد يُؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وتعكس التطورات الأخيرة محاولات إسرائيلية واضحة لاستقطاب الدروز في مرحلة ما بعد الأسد، مستغلة حالة عدم اليقين السياسي في سوريا.
ومع ذلك، تبقى استجابة الدروز لهذه المحاولات مرهونة بتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، ومدى قدرتهم على الحفاظ على هويتهم ومصالحهم في ظل التحديات الراهنة.