ذات صلة

جمع

لقاء متوتر بين “ترامب وزيلينسكي”.. خلافات علنية وتداعيات مستقبلية

في مشهد غير مسبوق داخل المكتب البيضاوي، شهد اللقاء...

غزة على صفيح ساخن.. هل تعود إسرائيل إلى ساحة الحرب مجددًا؟

في ظل التطورات الأخيرة، تبرز تساؤلات حول استعداد إسرائيل...

رمضان تحت الحصار.. اليمنيون بين جوعٍ وقمعٍ في قبضة الحوثي

مع حلول شهر رمضان المبارك لعام 2025، يُواجه اليمنيون...

اغتالته إسرائيل في غارة على الهرمل.. من هو منسق صفقات أسلحة حزب الله؟

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه خلال شنّه لغارة على منطقة...

“الزينبيات.. الذراع الخفية للحوثي في عسكرة النساء وقمع المعارضين”

في تصعيد خطير لنهجها العسكري، أطلقت ميليشيا الحوثي المدعومة...

لقاء متوتر بين “ترامب وزيلينسكي”.. خلافات علنية وتداعيات مستقبلية

في مشهد غير مسبوق داخل المكتب البيضاوي، شهد اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، تبادلًا حادًا للاتهامات.

مما يعكس التوتر المتزايد بين الجانبين بشأن الصراع المستمر في أوكرانيا والدعم الأمريكي لكييف.

توتر متصاعد أمام الكاميرات

ولم يكن اللقاء بين ترامب وزيلينسكي مجرد اجتماع رسمي، بل تحول إلى مواجهة مفتوحة أمام وسائل الإعلام، حيث لم يتردد ترامب في توبيخ ضيفه الأوكراني وانتقاد سياساته علنًا.

إلى جانبه، انضم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى الهجوم، متهمًا زيلينسكي بإدارة “حملة دعائية” بدلًا من السعي إلى حلول دبلوماسية.

وفي تبادل لافت للحوار، ضغط فانس على زيلينسكي بشأن موقفه من الحرب، مشيرًا أن قواته تجبر المجندين على الانضمام للجيش بسبب نقص العدد.

ورد زيلينسكي كان حادًا، متسائلًا إن كان فانس قد زار أوكرانيا ليفهم طبيعة الوضع هناك.

بينما ترامب، فقد كان أكثر وضوحًا في موقفه، مخاطبًا زيلينسكي بنبرة حاسمة: “بلادك في مأزق كبير، أنت لا تنتصر، نحن من وفرنا لك العتاد العسكري، ولولا دعمنا لانتهت الحرب خلال أسبوعين”.


ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أضاف: “لا تتصرف وكأنك ممتن، فهذا ليس بالأمر اللطيف”.

أزمة ثقة بين الطرفين

الخلاف العلني بين ترامب وزيلينسكي لم يكن وليد اللحظة، بل يعود إلى سنوات سابقة، وتحديدًا إلى مكالمة هاتفية عام 2019، حين طلب ترامب من زيلينسكي التحقيق في تعاملات هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أوكرانيا.

ذلك الطلب أدى لاحقًا إلى أول محاكمة لعزل ترامب من قبل مجلس النواب.

ومع بدء الحرب الروسية عام 2022، كان موقف ترامب تجاه كييف متحفظًا، إذ انتقد المساعدات الأمريكية الضخمة لأوكرانيا، معتبرًا أنها عبء على الولايات المتحدة، هذه الخلفية تفسر التوتر الذي طغى على الاجتماع الأخير بينه وبين زيلينسكي.

وقد أثارت المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي ردود فعل واسعة، خاصة من جانب الحلفاء الأوروبيين، الذين أبدوا قلقهم من مستقبل الدعم الأمريكي لكييف.

في روسيا، لم يفوت المسؤولون الفرصة للتعليق، حيث اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن “امتناع ترامب وفانس عن ضرب زيلينسكي معجزة في ضبط النفس”، فيما وصف الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف اللقاء بأنه “لحظة كشف للحقيقة”.

على الجانب الأوكراني، شدد رئيس الوزراء دنيش شميغال على أن “السلام من دون ضمانات مستحيل”، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار دون التزامات واضحة سيؤدي إلى مزيد من التوسع الروسي.

بينما في أوروبا، فقد سارعت قيادات الاتحاد الأوروبي إلى التعبير عن دعمها لأوكرانيا، حيث أكد كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، أن كييف “لن تكون وحدها”، مشددين على ضرورة استمرار الدعم العسكري والاقتصادي.

وفي الولايات المتحدة، وصف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، أداء ترامب في اللقاء بأنه: “خضوع لمصالح موسكو”، فيما أثار اللقاء جدلًا حول مدى استعداد ترامب للعب دور الوسيط في إنهاء النزاع.

وبعد اللقاء العاصف، خرج ترامب ليؤكد عبر منصته “تروث سوشال” أن زيلينسكي “ليس جاهزًا للسلام”، مضيفًا أن الأخير “قلل من احترام الولايات المتحدة من داخل المكتب البيضاوي”، مشددًا على أن أوكرانيا لن تحصل على مزيد من الدعم الأمريكي دون تقديم تنازلات.

من جانبه، حاول زيلينسكي التقليل من وطأة اللقاء، شاكرًا الولايات المتحدة على دعمها، ومؤكدًا أن كييف تعمل من أجل “سلام عادل ودائم”.

لكن في ظل المواقف المتباينة، يبدو أن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا بات محل تساؤل، ما يضع كييف في موقف صعب مع استمرار الحرب.