ذات صلة

جمع

ارتفاع أسعار الغذاء في تعز مع قدوم رمضان 2025.. حصار الحوثي يفاقم المعاناة

مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، تشهد مدينة تعز ارتفاعًا حادًا في أسعار المواد الغذائية الأساسية؛ مما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من تبعات الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة. وتعد تعز، الواقعة في جنوب غرب اليمن، واحدة من أكثر المدن تأثرًا بالأزمة الاقتصادية والانسانية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

ارتفاع الأسعار يفاقم أزمة الغذاء

وأكدت تقارير محلية، أن أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل: الأرز والسكر والدقيق والزيوت ارتفعت بنسبة تصل إلى 40% خلال الأسابيع الأخيرة، ويرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها: استمرار الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة، مما يحد من تدفق البضائع والمواد الغذائية من المناطق الأخرى.

وبدورهم، أكد سكان تعز معاناتهم منذ سنوات، ولكن مع اقتراب رمضان، أصبح الوضع أكثر صعوبة، حيث إن الأسعار مرتفعة جدًا، ولا يستطيعون تأمين احتياجاتهم الأساسية، خاصة أن العديد من العائلات تعتمد على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتها الغذائية.

حصار الحوثي يزيد الأزمة تعقيدًا

وتعاني تعز من حصار شبه كامل منذ سنوات، حيث تتحكم جماعة الحوثي بالطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، مما يحد من حركة البضائع والأفراد، وقد أدى هذا الحصار إلى نقص حاد في المواد الغذائية والوقود؛ مما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وأفادت مصادر محلية، أن الحوثيين يفرضون قيودًا مشددة على دخول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية إلى المدينة؛ مما يزيد من صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان. كما أن القصف المتقطع الذي تشهده المناطق المحيطة بالمدينة يزيد من مخاطر نقل البضائع.

فيما يعيش أكثر من 80% من سكان تعز تحت خط الفقر، وفقًا لتقارير الأمم المتحد، ومع ارتفاع أسعار الغذاء، أصبحت العديد من العائلات غير قادرة على تأمين وجبة واحدة يوميًا، وتشير تقديرات إلى أن أكثر من نصف سكان المدينة يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

وقالت منظمة “أوكسفام” – في بيان لها-، إن “الأزمة في تعز تتفاقم يومًا بعد يوم، ومع اقتراب رمضان، يحتاج السكان إلى دعم عاجل لتأمين الغذاء والماء”. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات الإنسانية للمدينة والضغط على الأطراف المتحاربة لرفع الحصار.

تحذير من أزمة غذاء

فينا كشف تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة، أن الأوضاع الاقتصادية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في اليمن تتدهور بشكل حاد، حيث يحصل 3% فقط من السكان على رواتب منتظمة، بينما يعتمد 54% على العمالة المؤقتة كمصدر دخل رئيسي. 

ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، فإن هذه المناطق تشهد ضعفًا في القدرة الشرائية رغم تطبيق ضوابط الأسعار، ما يجعل تكلفة سلة الغذاء الأساسية أعلى مقارنةً بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
ويعتمد 18% من السكان هناك على المساعدات الغذائية، في ظل انقطاع صرف الرواتب لموظفي الخدمة المدنية منذ عدة سنوات. 

وحذرت المنظمة من تداعيات قرار الحوثيين بحظر استيراد دقيق القمح، بالتزامن مع ارتفاع الطلب المتوقع خلال شهر رمضان وموسم الجفاف؛ مما قد يؤدي إلى زيادات كبيرة في أسعار السلع الغذائية الأساسية. 

وأشار التقرير إلى تفاوت ملحوظ في مصادر الدخل بين المناطق اليمنية، حيث يعتمد 35% من سكان المناطق الحكومية على الرواتب رغم عدم انتظامها، في حين أن الأجور شهدت ارتفاعًا سنويًا بنسبة 6% في تلك المناطق، مقابل انخفاضها في مناطق الحوثيين نتيجة تراجع الطلب على العمالة بعد موسم الحصاد. 

نداءات محلية ودولية

لذا وجه نشطاء محليون ومنظمات إغاثة نداءات عاجلة لإنقاذ سكان تعز من كارثة إنسانية محتملة، وطالبوا بفتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية إلى المدينة، كما دعوا إلى تدخل دولي لإنهاء الحصار ووقف القصف الذي يستهدف المناطق السكنية.

ولفتوا، أنه مع استمرار الأزمة في تعز، يبدو أن شهر رمضان هذا العام سيكون تحديًا كبيرًا لسكان المدينة الذين يعانون منّ نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، مؤكدين أنّ الحلول السياسية والإنسانية العاجلة هي الأمل الوحيد لتخفيف معاناة السكان وإنقاذهم من براثن الفقر والجوع.

spot_img