ذات صلة

جمع

تصاعد تهديدات الحوثيين للسفن الإسرائيلية.. ما الجديد؟

تصاعدت التهديدات الحوثية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر...

الحوثيون يحتكرون تجارة الثوم في اليمن.. قمع للمزارعين وارتفاع قياسي للأسعار

تُواصل ميليشيات الحوثي حملة قمعية ضد مزارعي وتجار الثوم...

الجيش السوداني والحركة الإسلامية.. تحالفات متشابكة وتأثيرات متبادلة

تشهد العلاقة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والحركة الإسلامية الإخوانية في السودان تطورات معقدة، تتراوح بين التحالفات الاستراتيجية والتنافس على النفوذ.

هذه العلاقة، التي تمتد جذورها إلى عقود مضت، تلعب دورًا محورياً في تشكيل المشهد السياسي السوداني، خاصة بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019.

من التحالف إلى التنافس

تعود العلاقة بين الجيش السوداني والحركة الإسلامية إلى حقبة الثمانينيات، عندما تحالف الجيش مع الإسلاميين للإطاحة بنظام جعفر النميري في انقلاب عام 1989.

وقاد ذلك الانقلاب عمر البشير، بدعم من حسن الترابي، الزعيم الروحي للحركة الإسلامية في السودان، ومنذ ذلك الحين، أصبحت الحركة الإسلامية لاعبًا رئيسيًا في الحكم، حيث سيطرت على مفاصل الدولة، بما في ذلك الجيش والأجهزة الأمنية.

ومع مرور السنوات، تطورت العلاقة بين الجيش والحركة الإسلامية من تحالف استراتيجي إلى تنافس على النفوذ. فبينما كانت الحركة الإسلامية تسعى إلى تعزيز سيطرتها على الدولة، حاول الجيش الحفاظ على استقلاليته ودوره كحامٍ للوطن.

البرهان والحركة الإسلامية

وبعد الإطاحة بعمر البشير في 2019، برز الفريق أول عبد الفتاح البرهان كقائد للجيش وأحد أبرز اللاعبين في المشهد السياسي السوداني، وعلى الرغم من أن البرهان لم يكن معروفًا بانتمائه المباشر للحركة الإسلامية، إلا أن علاقته بها ظلت موضوعًا للجدل.

وفي الأشهر الأولى بعد الإطاحة بالبشير، بدا أن البرهان يحاول إبعاد الجيش عن تأثير الحركة الإسلامية، حيث تم حل حزب المؤتمر الوطني، الذراع السياسية للحركة، وتفكيك العديد من مؤسساتها، ومع ذلك، تشير تقارير أن بعض العناصر الموالية للحركة الإسلامية ما زالت تتمتع بنفوذ داخل الجيش والأجهزة الأمنية.

دور الحركة الإسلامية في الأزمة الحالية

ومع تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية في السودان، عادت الحركة الإسلامية لتلعب دورًا أكثر بروزًا. فمن خلال شبكتها الواسعة من الناشطين والمؤسسات الخيرية، تمكنت الحركة من تعبئة الدعم الشعبي والضغط على الحكومة الانتقالية.

كما اتهمت قوى سياسية وناشطون الحركة الإسلامية بالوقوف خلف بعض المظاهرات والاضطرابات الأخيرة، بهدف إعادة تأسيس نفوذها في الدولة. وفي المقابل، ينفي قادة الحركة هذه الاتهامات، مؤكدين أنهم يعملون من أجل استقرار البلاد.

تأثيرات إقليمية ودولية

تأثرت علاقة الجيش السوداني بالحركة الإسلامية أيضًا بالعوامل الإقليمية والدولية. فبينما تحظى الحركة الإسلامية بدعم بعض الدول الإقليمية، تواجه الجيش ضغوطاً دولية للابتعاد عن الإسلاميين والتحول نحو نظام ديمقراطي مدني.

وتشير تقارير، أن البرهان يحاول تحقيق توازن بين هذه الضغوط، حيث يسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الغربية والعربية، دون أن يقطع صلته تمامًا بالحركة الإسلامية، التي ما زالت تتمتع بنفوذ داخل الجيش والمجتمع.

مستقبل العلاقة.. صراع أم تعايش؟

وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي يعانيها السودان، يبقى مستقبل العلاقة بين الجيش والحركة الإسلامية غامضًا. فبينما تسعى قوى الثورة والقوى المدنية إلى إبعاد الجيش عن السياسة وتفكيك شبكات النفوذ الإسلامي، يبدو أن الجيش والحركة الإسلامية ما زالا بحاجة إلى بعضهما البعض في مواجهة التحديات المشتركة.

ومع استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية، قد تشهد العلاقة بين الطرفين مزيدًا من التقلبات، بين التحالف والتنافس، في مسعى لتحديد ملامح المستقبل السياسي للسودان.

يذكر أن السودان يشهد منذ عام 2019 مرحلة انتقالية صعبة، بعد الإطاحة بنظام عمر البشير، حيث يواجه البلاد تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مع تطلعات شعبية واسعة نحو تحقيق الديمقراطية والعدالة.

spot_img