مع المقترحات المتزايدة حديثًا بشأن مستقبل الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم الاستفزازية، أدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بتصريح استفزازي جديد، يقترح فيه أن ينشئ الفلسطينيون دولة في المملكة العربية السعودية.
إقامة دولة فلسطينية في السعودية
أثار بنيامين نتنياهو موجة جدل كبيرة بعد تصريحاته الأخيرة بخصوص حل القضية الفلسطينية، حيث اقترح أن يتم إنشاء دولة فلسطينية داخل أراضي المملكة العربية السعودية مؤيدًا مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو: “هناك الكثير من المساحات في السعودية يمكن للسعوديين استخدامها لإنشاء دولة فلسطينية هناك”، على حد قوله الذي أثار ردود فعل واسعة، حيث اعتبرها البعض استفزازية وغير واقعية، بسبب استمرار المطالبات الدولية بحل الدولتين رغم الحدود المعترف بها.
كما زعم نتنياهو إمكانية توقيع اتفاقية سلام مع السعودية، قائلًا: “من الممكن أن نوقع مع السعودية اتفاقية سلام وليس مجرد تطبيع وسنستمر في هذا الاتجاه، قد نبرم اتفاق سلام مع السعودية وربما مع دول أخرى”.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن، حيث التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
موقف السعودية الثابت
وجاء ذلك بعد أن أكدت وزارة الخارجية السعودية، خلال بيان، أن “موقف السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع”، بحسب وكالة معا الفلسطينية.
وأضاف البيان أن “الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 18 سبتمبر 2024، حيث شدد على أن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.
ولفتت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى في 18 سبتمبر 2024، حيث شدد على أن المملكة العربية السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.
كما أكدت وزارة الخارجية السعودية أنها لن تنخرط في أي مفاوضات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل دون تحقيق تقدم ملموس في إقامة دولة فلسطينية.
إقامة دولة فلسطينية
بينما قال أيضًا نتنياهو إن “إقامة دولة فلسطينية أمر مستحيل”، مضيفا في تصريحات نقلتها “القناة 14” الإسرائيلية أن “إقامة دولة فلسطينية بعد السابع من أكتوبر تشكل جائزة ضخمة” لما سماه “الإرهاب”، معتبرًا أنها “انتصار ضخم، ليس لحماس فحسب، بل ولإيران أيضًا، وهزيمة ضخمة لإسرائيل وشركائها”.
وتابع: “الفلسطينيون يمكنهم إدارة حياتهم بأنفسهم، لكن لا يمكنهم تهديد حياتنا. لذلك، ستظل السلطات السيادية الأساسية دائمًا بأيدينا، وأهمها الأمن. لن ننقل السيطرة الأمنية إلى أي جهة أخرى، ولن أفعل شيئًا يعرض أمن إسرائيل للخطر”.
ولفت إلى أنه كانت هناك مقترحات بتولي السلطة الفلسطينية إدارة غزة، ولكنه يفضل اقتراح ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة الحكم في غزة.
وبشأن زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد نتنياهو أن الزيارة كانت حقًا أبعد من التوقعات، وكانت دافئة للغاية وودية جدًا، مضيفًا: “أشك فيما إذا كان هناك لقاء أكثر دفئًا وودية لرئيس حكومة إسرائيلي مع رئيس أمريكي”.
وتطرق إلى سوريا قائلًا: “في سوريا، سقط بشار الأسد، وما كان ذلك ليحدث لو لم نوجه هذه الضربة الحاسمة إلى حزب الله، والتي أصابت أيضًا معظم صواريخه”، على حد قوله.
وفي السياق نفسه، نقلت “جيروزاليم بوست” عن مسؤولين إسرائيليين لم تُكشف هويتهم، أن هناك قلقًا متزايدًا داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية من احتمال تقديم نتنياهو تنازلات في ملف الضفة الغربية.
ووفقًا للصحيفة، “يخشى بعض المسؤولين من أن يسعى نتنياهو إلى تأجيل ضم الضفة الغربية كجزء من صفقة تهدف إلى إقناع الرياض بالتخلي عن مطلب إقامة دولة فلسطينية، مقابل المضي قدمًا في اتفاق تطبيع تاريخي بين البلدين”.