تبنت فصائل عراقية مسلحة أربع هجمات بطائرات مسيّرة على مدينة إيلات الساحلية في إسرائيل؛ مما يعكس تصعيدًا جديدًا في التوترات المتصاعدة بين قوى إقليمية متنازعة.
هذه الهجمات، التي تندرج ضمن سلسلة من الاستهدافات الموجهة ضد المصالح الإسرائيلية، تعكس تحولًا في نمط الاشتباكات التي تتجاوز الحدود التقليدية.
تزامن هذا التصعيد مع ظروف معقدة تشهدها المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب في قطاع غزة وتوتر الأوضاع في لبنان وجنوب سوريا وقطاع غزة.
الدور العراقي في الصراع
الدور العراقي في الصراع الحالي يتعزز من خلال تحركات جماعات مدعومة من إيران تسعى للضغط على إسرائيل في جبهات جديدة، بهدف تحويل الأنظار وتخفيف الضغط عن الفصائل الأخرى المنخرطة في غزة أو جنوب لبنان.
واستخدام المسيّرات يشير إلى تطور في الإمكانات القتالية لتلك الفصائل، خاصة مع تزايد الدعم اللوجستي والتقني الذي يمكنها من تنفيذ عمليات بعيدة المدى.
أعلنت فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق” الموالية لإيران، تنفيذ أربعة هجمات بطائرات مسيّرة السبت ضد “أهداف حيوية” في مدينة إيلات، الساحلية في جنوب إسرائيل.
وقالت المقاومة الإسلامية في العراق – في بيان-: إنها هاجمت أربعة أهداف حيوية في أم الرشراش “إيلات” المحتلة، بأربع عمليات منفصلة، بواسطة عدد من الطائرات المسيّرة.
وأكدت أنها ستواصل عملياتها بوتيرة متصاعدة لاستهداف معاقل الأعداء كجزء من نهجها في مقاومة الاحتلال.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن – في وقت سابق-، أنه اعترض ثلاث مسيرات فوق البحر الأحمر أطلقت من الشرق من دون تحديد هوية المهاجمين.
وذكرت قناة 13 الإسرائيلية، أنه بعد ورود تقارير في إيلات عن أصداء الانفجارات، أبلغ الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض ثلاث طائرات بدون طيار انطلقت من منطقة شرق البحر الأحمر.
وبحسب منشور لوزارة الخارجية الإسرائيلية عبر منصة “إكس” نشرت خلاله صوراً للمبنى المستهدف، قالت: إن “هذه نتيجة ضربة مباشرة لصاروخ أطلقه حزب الله على مدينة الطيرة العربية الإسرائيلية؛ ما أدى إلى إصابة 19 مدنيًا بجروح”، وأوضحت الصور آثار انفجار ومبنى تظهر فيه فجوة خلال ساعات الليل.
وقالت الشرطة الإٍسرائيلية، إن هناك عددًا من الإصابات جراء الاستهداف، أربعة منهم “إصابتهم متوسطة والبقية جروحهم طفيفة”.
وذكر الجيش، أنه “خلال الحدث، جرت عدة محاولات اعتراض من قبل سلاح الجو، وتم تفعيل الإنذار الصاروخي بسبب الخوف من سقوط شظايا الاعتراض”.
ويقول الباحث السياسي العراقي، عبد الكريم الوزان: إن الهجمات الأخيرة التي تبنتها فصائل عراقية على مدينة إيلات الإسرائيلية تمثل “تحولًا نوعيا” في الصراع، قائلاً: “هذا التصعيد يظهر استراتيجية جديدة تهدف إلى زعزعة الجبهة الداخلية الإسرائيلية من جهات لم تكن تقليديًا ضمن دوائر الصراع المباشر”.
وأضاف الوزان – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن استخدام الطائرات المسيّرة يمنح تلك الفصائل مرونة أكبر وقدرة على ضرب أهداف بعيدة المدى، وهو ما يعكس تطورًا لافتًا في الدعم الفني واللوجستي الذي تتلقاه تلك الجماعات من قوى إقليمية.