في ظل تنامي المخاوف العالمية من اشتعال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، أفادت أنباء عن قيام الجيش الإسرائيلي بنقل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حدود لبنان، ما ينذر بقرب اندلاع المواجهات المباشرة.
ويأتي ذلك بعد أن قيم قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار الوضع مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكدًا زيادة الاستعداد لأي هجوم على لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن بار وقادة كبار في سلاح الجو أجروا نقاشًا مشتركًا مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية، مضيفًا: “كما عقد القادة جلسة لتقييم الوضع مع قائد القيادة الشمالية، حيث تابع القادة مواصلة حماية البلدات الشمالية إلى جانب عملية رفع الجاهزية لهجوم في لبنان والتعاون بين القيادة الشمالية وسلاح الجو”.
بينما حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن – خلال لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت-، من شن إسرائيل لهجوم كبير ضد “حزب الله”، مشددًا على “أهمية تجنب المزيد من التصعيد للصراع والتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلها”.
وكان تحذير بلينكن هو الأحدث من مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، حيث تسعى الإدارة إلى منع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و”حزب الله”.
كما حذر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال تشارلز براون، من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على لبنان سيخاطر برد إيراني دفاعا عن حزب الله، وأن القوات الأمريكية ستواجه تحديا يتمثل في تعزيز مظلة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
فيما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة أمله في التوصل إلى حل دبلوماسي للمناوشات على الحدود الشمالية، بينما أكد أن إسرائيل تستعد لمواجهة التهديد عسكريا إذا لزم الأمر.
وهدد المسؤولون الإسرائيليون بشن هجوم عسكري في لبنان إذا لم يتم التوصل إلى تحرك تفاوضي لإبعاد حزب الله عن الحدود، بعد أكثر من 8 أشهر من الهجوم المكثف على البلدات والمواقع العسكرية في شمال إسرائيل.
ومنذ بضعة أيام، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه “صدّق” على خطط الهجوم في لبنان، حتى في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على منع القتال من التصاعد إلى حرب شاملة.
وقالت إسرائيل، إنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فستلجأ إلى العمل العسكري لدفع حزب الله شمالًا، خاصةً وأنه تم إعلان الموافقة على الخطط العملياتية للهجوم، واتخاذ قرارات لزيادة جاهزية القوات في الميدان.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك البنية التحتية في الطيبة والعديسة والجبين ومبنى في عيتا الشعب.
ومن ناحيته، حذّر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في مناسبات عدة، من أنه إذا شنت إسرائيل حربًا على لبنان فإن الرد سيكون “بلا حدود وضوابط، وأنهم ليسوا خائفين من الحرب”.
وهدد نصر الله إسرائيل في كلمته، قائلًا: “الحرب معنا ستكون مكلفة للغاية، فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى أبعد ما يمكن ومن دون ضوابط”.
وأسفرت الحرب عن نزوح نحو 120 ألف شخص داخليًا في إسرائيل، وينقسمون بالتساوي تقريبًا بين الجنوبيين الذين تركوا مجتمعاتهم تحت هجوم حماس وغيرها، والنازحين الذين تم إجلاؤهم من المناطق الشمالية التي استهدفها حزب الله.