ذات صلة

جمع

جنوب لبنان ينزف.. نزوح 200 ألف شخص بسبب الغارات المتواصلة

تشهد مناطق جنوب لبنان موجة نزوح كثيفة تقدر بأكثر...

زرع أجهزة تنصت.. ماذا فعل نتنياهو في مرحاض رئيس وزراء بريطانيا؟

في مذكرات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، كشف...

هل تشهد إسرائيل حربًا أهلية بسبب غزة ولبنان؟.. مخاوف داخلية غير مسبوقة

تفاقمت الأزمات والانقسامات الداخلية في إسرائيل منذ عملية طوفان...

“بوتين” و”كيم جونغ أون” يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة.. هل التحالف الجديد يهدد الغرب؟

في زيارة بالغة الأهمية تحمل رسائل عدة للغرب، تهدف إلى تعميق الشراكة بين البلدين وتثمين موسكو لموقف بيونغ يانغ المساند لروسيا في حربها على أوكرانيا، تعهد الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونغ أون بتوثيق العلاقات بين بلديهما بعد الاستقبال الحار الذي خصت به كوريا الشمالية الرئيس الروسي، والذي ترافق مع عرض عسكري ومعانقة بين الزعيمين خلال زيارة دولة يجريها بوتين لبيونغ يانغ.

وبعد مراسم الاستقبال في ساحة كيم إيل سونغ ، التي تضمنت عرضًا عسكريًا ورقصًا جماعيًا، وجه بوتين دعوة إلى كيم جونغ أون لزيارة روسيا. وكان كيم استقبل في وقت سابق بوتين في المطار وتعانقا على السجادة الحمراء ما يؤكد العلاقات العميقة بينهما، والتي أثارت قلقًا في سيول وواشنطن.

وأشاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بـ”طور ازدهار جديد” في العلاقات بين البلدين مع بدء قمته مع بوتين الذي شكر بدوره مضيفه على دعم روسيا في حربها في أوكرانيا. وقال بوتين: “نثمن كثيرًا دعمكم المنتظم والدائم للسياسة الروسية بما يشمل الملف الأوكراني”.

وأفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وقعا اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة.
وأوردت تقارير لوكالات أنباء روسية، أن بوتين وكيم أنهيا محادثات ثنائية استمرت نحو ساعتين، كن لم يكشف مضمون هذه الوثيقة في هذه المرحلة.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن مراسل قوله: إن “روسيا وكوريا الشمالية وقعتا اتفاق شراكة استراتيجية”، وكان بوتين أشار في وقت سابق إلى أن “وثيقة تأسيسية جديدة” للعلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ باتت “جاهزة”.
وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف لوسائل الإعلام الروسية المرافقة للوفد الرئاسي إلى كوريا الشمالية: إن فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون تبادلا الهدايا.

وأوضح أن الرئيس الروسي قدم لكيم جونغ أون سيارة أوروس ثانية، وهي سيارة فاخرة روسية الصنع، بالإضافة إلى طقم شاي. أما بالنسبة للهدايا المقدمة للرئيس الروسي، فقد أشار أوشاكوف، بحسب وكالة تاس، إلى أن بوتين تلقى أعمالا فنية تمثله. وأضاف “إنها هدايا جميلة”، موضحًا “هناك عدة أشكال مختلفة، من صور، وكلها فنية، وتماثيل نصفية”.

وقال الرئيس الروسي: إن المعاهدة الجديدة الموقعة بين كوريا الشمالية وروسيا تنص على “المساعدة المتبادلة” في حال تعرض أي من البلدين “للعدوان”. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله: إن “معاهدة الشراكة الشاملة الموقعة اليوم تنص، من بين أمور أخرى، على المساعدة المتبادلة في حالة العدوان على أحد أطراف هذه المعاهدة”.

وأوضح بوتين – خلال تصريح للصحافيين بعدما وقع الاتفاقية مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون-: “تنتهج روسيا وكوريا الشمالية سياسة خارجية مستقلة ولا تقبلان لغة الابتزاز والإملاءات”. وأكد بوتين أن روسيا وكوريا الشمالية لن تقبلا “بابتزاز” الغرب و”إملاءاته” فيما يواجه البلدان عقوبات دولية واسعة.

وكان خبراء حذروا من أن الزيارة ستركز على الأرجح على علاقات الدفاع بالرغم من أنه من المتوقع أن يشدد بوتين وكيم علنا على التعاون في القطاع الاقتصادي لأن أي صفقات أسلحة ستنتهك قرارات الأمم المتحدة. ويخضع البلدان لعقوبات، بيونغ يانغ لعقوبات تفرضها الأمم المتحدة منذ 2006 بسبب برامجها النووية والصواريخ البالستية المحظورة، وموسكو لعقوبات غربية بسبب غزوها أوكرانيا.

وقال كوه يو هوان أستاذ الدراسات الكورية الشمالية الفخري في جامعة كولومبيا لوكالة الأنباء الفرنسية: إن “روسيا تحتاج إلى دعم الأسلحة من كوريا الشمالية بسبب الحرب الطويلة في أوكرانيا، في حين تحتاج كوريا الشمالية إلى دعم روسيا على صعيد الغذاء والطاقة والأسلحة المتطورة لتخفيف الضغط الناجم عن العقوبات”.

وأضاف: أنه “يجب النظر إلى شق التحالف العسكري بشكل منفصل عما يعلن عنه وما تتم مناقشته فعليا في الاجتماعات بين الزعيمين”، مشيرًا إلى أن موسكو حريصة على “عدم قطع التواصل بالكامل مع دول مثل كوريا الجنوبية”.

ووصفت بيونغ يانغ مزاعم تزويد روسيا أسلحة بأنها “سخيفة”. لكنها شكرت روسيا في مارس على استخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإنهاء مراقبة انتهاكات العقوبات بشكل فعال، مع بدء خبراء الأمم المتحدة التحقق من عمليات نقل الأسلحة المفترضة.

ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا، وصف التحالف بين الرئيس بوتين والزعيم كيم بـ “الخطير”، حيث تشد أواصره المصالح المشتركة بين البلدين، حيث يبدو أن الزعيمين الروسي والكوري عازمان على قلب النظام العالمي، الذي نشأ بعد عام 1945، في تحد لزعيمته وحارسته؛ الولايات المتحدة. وكلا الزعيمين يتعرضان للعقوبات الصارمة والنبذ من قبل الغرب الذي يصنفهما خطرًا على أمنه.

وتدرك إدارة بايدن تمامًا الآثار الاستراتيجية والجيوسياسية السلبية المترتبة على تعميق العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية. لكنها لم تفعل الكثير من الناحية العملية لعرقلة هذه العملية.
ومنذ ترامب، أصبحت الاتصالات مع كوريا الشمالية في حدها الأدنى. وخلال زيارتها لمنطقة بانمونجوم منزوعة السلاح في أبريل، اشتكت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، من أن موسكو وبكين تكافئان “السلوك السيئ” لكوريا الشمالية من خلال حمايتها من العقوبات.

spot_img