ما زالت تتصدر حادثة مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بسبب سقوط مروحيته الأحد الماضي، الكثير من الجدل، حول طبيعة الحادث وسبب وقوعه، وهو ما دفع البعض إلى التشكيك في الرواية الإيرانية، التي قالت إن الواقعة حدثت بفعل الأحوال الجوية السيئة.
ومع تلك التساؤلات، لاسيما من المختصين في الشأن الإيراني ومحللين الحادث، اعتبرها البعض أمرًا مدبرًا، حيث نقلت الصحافة الإيرانية الموالية لرئيسي رواية مغايرة، تتهم المخابرات الإيرانية ونظام المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، روح الله الخميني، بتدبير حادثة الرئيس الإيراني دون الكشف عن الدوافع الحقيقية لذلك.
وأفادت المصادر بمجموعة من المعلومات قدمتها على أنها “تسريبات خطيرة” تخص حادثة مقتل رئيسي، حيث قالت إن الأجهزة الأمنية نزعت الصندوق الأسود للمروحية المتهالكة التي أقلت الرئيس الإیراني لأذربيجان، قبل أيام بحجة الصيانة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن طيار المروحية تلقى أوامرًا من مخابرات الحرس الرئاسي تخبره بضرورة تغيير مسار الرحلة بشكل عاجل فور الإقلاع لدوافع أمنية، كما أن المروحيتين المرافقتين لم تتوقفا للمساعدة رغم العلم بسقوط مروحية الرئيس التي كانتا تحميانها وأكملتا مسارهما بأوامر عسكرية صارمة.
وأكدت الصحافة الموالية لرئيسي، أن الطائرة لم تطلب أي نداء استغاثة، ولم تعلم عن حالة طوارئ لأي قاعدة جوية قريبة، بالإضافة إلى أنها لم تكن مجهزة بهاتف مرتبط مع الأقمار الاصطناعية للاتصال وتحديد المواقع، كما هو معمول به مع كل المواكب التي تقل الشخصيات المهمة.
بينما نفت المصادر تسبب أحوال الطقس في الحادث، وقالت إنها كانت جيدة ولم يرد أي تقرير للطيار عن سوئها في وقت الرحلة، وهي التسريبات التي تؤكد إحدى الفرضيات التي أوردها مختصون ومحللون أكدو أن الحادث مدبر من الداخل الإيراني، وبتنفيذ من أحد أفراد المروحية، خاصة وأن المروحيات الأخرى المرافقة لمروحية رئيسي نجت في الهبوط ولم يحدث بها شيء.
واستبعد مجموعة من الخبراء في وقت سابق فرضية تسبب الأحوال الجوية في الحادث، حيث أكدو أن الطائرة يمكن لها التحليق سواء كانت “الظروف الجوية سيئة أو متوسطة أو جيدة”، وذلك “طبقًا للتجهيزات الحديثة الموجودة على متنها ما يسمح لها بالتحليق رغم الرؤية السيئة”، إضافة إلى عامل “خبرة الطاقم” على العمل في ظل تلك الظروف الجوية السيئة.