رغم التماسك والثبات طوال حوالي سبعة أشهر أمام قوات الاحتلال، لكن ظهر تضارب في تصريحات قادة حركة حماس بين المسؤول السياسي في حماس خليل الحية، والناطق باسم الجناح العسكري للحركة أبو عبيدة، مع قرب استعداد إسرائيل لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية، إذ يصر أحدهم على المقاومة والآخر أبدى استعداده للموافقة على هدنة طويلة وإلقاء السلاح ما آثار تساؤلات عديدة.
ظهر ذلك التباين في تسجيل مصور بمناسبة مرور 200 يوم على الحرب على قطاع غزة، إذ أكد الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة الاستمرار في القتال، الذي قال إنه سيأخذ أشكالا جديدة ومتنوعة، مشددًا على أن “ردة الفعل الهستيرية تجاه الفعل المقاوم من مختلف الجبهات تدل على أهمية العمل المقاوم”.
وفي الجهة الأخرى، خرج القيادي في حماس خليل الحية معلنًا أن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل، وأنها ستلقي أسلحتها وتتحول إلى العمل السياسي في حال تمت إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
وأكد الحية في حديث لوكالة أنباء “أسوشيتد برس”، أن “حماس تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، التي ترأسها حركة فتح، لتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة الغربية”.
وظهر في حديثي أبو عبيدة والحية اختلافات واضحة في توجهات حماس، وهو ما فسره مراقبون بأن تلك التصريحات المتناقضة “ربما قد تكون مؤشرًا على الانقسامات الداخلية في الحركة”، إذ يظهر الجناح العسكري تمسكاً واضحًا بالمقاومة واستمرار القتال، فيما يلمح الجناح السياسي إلى البحث عن حلول سياسية للصراع، بما في ذلك الاستعداد للتفاوض والهدنة لفترة طويلة.
كما تكشف هذه التناقضات أيضًا الضغوط التي تواجهها حماس، في الوقت الذي لم تسفر فيه محادثات وقف إطلاق النار عن أي نتيجة.
بينما لم يخرج حتى اللحظة أي رد فعل على تصريحات الحية، من إسرائيل أو السلطة الفلسطينية الحكومة المعترف بها دوليًا.