منذ أن بدأ حسن البنا جماعة الإخوان الإرهابية في 1928، وكان لديه مبدأ ثابت وهو “المصلحة”، والبحث عن المصالح أينما وجدت، وانتشرت فكرة الجماعة الإرهابية وتشعبت من مصر و وصلت على بلدان عديدة حتى دخلنا الألفية. وعقب ذلك تعرضت الجماعة لخبطات أبرزها ما حدث لها في مصر، ولكن في بلدان أخرى لا تزال الجماعة الإرهابية تلعب دورًا رئيسيًا وتستغل الجماعة البلدان التي بها مشاكل سواء اقتصاديًا أو سياسيًا، ولا يوجد لهم أفضل من لبنان والتي تعاني بشدة من تداعيات اقتصادية وسياسية.
ويرتبط جماعة الإخوان الإرهابية في لبنان مع حزب الله المدعوم من إيران على الرغم من اختلاف المذاهب بين سنة وشيعة ولكن الجماعة تبحث عن المصلحة لديها فقط، حيث بدأ التزواج بينهم في عام 2006 في حرب لبنان الأولى، والتي شاركت من خلالها الجماعة مع حزب الله أمام إسرائيل.
ومع بداية الحرب الحديثة ما بين حركة حماس وإسرائيل، دخلت مليشيات حزب الله في حرب بجنوب لبنان مع إسرائيل، وقال إبراهيم المصري، نائب الأمين العام للجماعة في لبنان: إن مقاتلين يتبعون للإخوان يقاتلون إلى جانب حزب الله في قرى ومناطق جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن وقوف جماعته مع حزب الله في العمل العسكري يعود إلى الثمانينيات.
مع ذلك أعلن في لبنان عن تشكيل “جبهة العمل الإسلامي” من تيارات وتنظيمات إسلامية من مختلف المناطق اللبنانية.
وقد انتشر شبان ملثمون بشكل كامل، يرتدون بزات عسكرية موحدة، يرفعون قبضات أسلحتهم، ويطلقون زخات من الرصاص في الهواء، لتتزاحم الأسئلة وتتوالى، ما أهداف هذا الاستعراض المسلح؟ هل يمكن لهذا السلاح أن يطال المستوطنات الإسرائيلية؟ هل يمكنه إسقاط مسيرة إسرائيلية تمر فوق رأس حامليه؟ هل له أي وزن عسكري أو حتى سياسي في حرب الاستنزاف الدائرة جنوبا؟ هل له أي أثر في التخفيف من معاناة أهل غزة؟ الحال أن هذا الاستعراض العسكري ما هو إلا رسالة موجهة للداخل، يراد من خلالها توظيف وهج السلاح في الداخل اللبناني، والداخل السني، سياسيًا واجتماعيًا.
في 10 مارس قتل ثلاثة قياديين من “قوات الفجر”، الذراع العسكري للإخوان، في منطقة العرقوب الحدودية، بقصف مسيرة إسرائيلية، بينما كانوا بصدد إطلاق صاروخ نحو شمال اسرائيل، وأبدت بعض النخب السنية أسفها لمصرع أشخاص في ريعان شبابهم بلا فائدة تذكر، في الوقت الذي كان بإمكانهم خدمة القضية الفلسطينية بطرق أخرى أكثر تأثيرًا ونجاعة، خصوصًا أن بينهم طبيبا.
ومنذ بدء التصعيد قبل نحو ستة أشهر، أعلنت الجماعة الإخوانية مسؤوليتها عن عدة هجمات شنت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل تشمل عمليات مشتركة مع حماس، أو حزب الله في تعاون ضد إسرائيل.
وشهدت العلاقات سابقًا بين الجماعة الإخوانية وحزب الله توترات، خصوصًا بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011 بسبب تدهور علاقة حماس بالنظام السوري، إلا أن مع بدء حرب 7 أكتوبر الماضي عادت العلاقات من جديد.