عقب أعوام من محاربة الإخوان داخل الدولة التونسية، وباتوا قوى تعيش في الظلام أو تقبع في سجون البلاد بعد ثورة شعبية قام بها الشعب التونسي ضد حكم الجماعة في العشرية السوداء.
ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، يعيش الإخوان حالة كبرى من الارتباك، خلافات تدب بين صفوفها بسبب اسم المرشح للانتخابات المقررة في أكتوبر القادم.
وقادت الخلافات إلى استبعاد الشابي من الترشح، وأصبح الاسم الأبرز الذي يمكن التفكير فيه هو أمين عام حزب العمل والإنجاز عبداللطيف المكي الذي لم يخف رغبته بالترشح في تصريحات سابقة, وقال: إن حزبه معني بالانتخابات الرئاسية، وإنه انطلق في التشاور مع شركائه على غرار جبهة الخلاص.
فمن هو عبد اللطيف مكي مرشح الجماعة الإرهابية؟
عبد اللطيف المكي هو طبيب وسياسي تونسي، وقيادي سابق في حركة النهضة الإخوانية وشغل منصب وزير الصحة بين 2011 و2014 وذلك في حكومة حمادي الجبالي وكذلك حكومة علي العريض، المكي هو من مؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة وأمينه العام بين 1989 و1990. ثم اختاره مجددا الياس الفخفاخ وزيرًا للصحة ضمن تشكيلة حكومته التي تسلمت مهامها في 28 فبراير 2020، قبل أن تتم إقالته في 15 يوليو من نفس السنة بعد قرار من رئيس الحكومة الذي قررت حركة النهضة سحب الثقة منه.
وقد أدى صدام بداية التسعينات بين السلطة والنهضة إلى اعتقاله في مايو 1991 والحكم عليه بالسجن 10 سنوات، أطلق سراحه عام 2001 ومع رفض السلطات طلب إعادة تسجيله في كلية الطب بتونس لمواصلة دراسته خاض عام 2004 إضراب جوع دام 57 يوما.
في أكتوبر 2011 انتخب نائبا في المجلس الوطني التأسيسي بعد فوزه على رأس قائمة النهضة بالمرتبة الأولى في دائرة الكاف ب26.72 % من الأصوات، عين في ديسمبر 2011 وزيرًا للصحة في حكومة حمادي الجبالي، وحافظ على نفس المنصب في حكومة علي العريض.
بعد أحداث 25 يوليو 2021، حمل الرأي العام التونسي حركة النهضة مسؤولية ما آلة إليه البلاد من أوضاع اقتصادية وصحية متردية، بينما حملت قيادات الحركة رئيسها راشد الغنوشي مسؤولية الإخفاقات السياسية التي جرت، وأعلن أكثر من 100 قيادي بالحزب خوضهم معركة الإصلاح الداخلي للحزب، لكن بعد مدة قصيرة أعلنوا فشل المحاولة الإصلاحية وقرروا الاستقالة من الحركة، ومن بين هذه القيادات عبد اللطيف المكي وزير الصحة السابق وسمير ديلو، عضو مجلس النواب.