منذ أن بدأت ثورة 30 يونيه في مصر وبات الإخوان على موعد مع الانقسامات والتخبط ما بين البعض والآخر، حيث سجلت الجماعة بعض الخلافات التي قسمت ظهرها وبات أعضاء الجماعة في شتات مستمر، ولكن مؤخراً بات على شباب الجماعة الإرهابية البحث عن استعادة الذات من جديد.
وتعاني الجماعة من أزمات وتخبط واضح في إنقسام الجبهات، ومحاولتهم للعودة من جديد عبر نصرة “فلسطين”، ولكن ما حدث هو فشل الجماعة؛ ما استدعى تجمع الشباب لمواجهة مصير الجماعة الإرهابية.
العديد من التقارير تحدثت مؤخراً عن حالة الانفصام التي يعيشها شباب التنظيم بين محاولة التمسك بالجماعة فكرياً وتنظيمياً، والسعي نحو فك الارتباط مع قادة التنظيم المتهمين بالفساد المالي والإداري، وأيضاً بالتخلي عن الشباب في الداخل والخارج، وعدم الالتزام بتعهداتهم الخاصة بتوفير مصادر رزق للشباب الفارين من مصر عقب عام 2013.
ويعيش شباب جماعة الإخوان حالة من التخبط لا تنفصل عن واقع التنظيم المشتت على إثر أزماته المحتدمة منذ أعوام، لعل أبرزها الصراع المحتدم بين جبهتيه في لندن بقيادة صلاح عبد الحق، وإسطنبول بقيادة محمود حسين، ويبدو أن التنظيم الذي فقد قدرته المركزية على قيادة الشباب، لم يعد قادراً على التمسك ببنيته التنظيمية لوقت أطول وبدا منهاراً.
وقد بدأ صلاح عبد الحق، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، جبهة لندن، بالتواصل مع جبهة المكتب العام “تيار التغيير”، ومعظمها من الشباب، وأعاد طرح مسألة عودتهم إلى الجماعة مرة أخرى، لكنّه فوجئ بردود أفعال متباينة من قِبَل كوادر المكتب العام، أو ما يُعرف باسم تيار التغيير.
وتيار التغيير قرر أن يعترف بشرعية القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، جبهة لندن، صلاح عبد الحق، وهو ما يعد تطوراً ملحوظاً في التقارب بين الطرفين، بينما أبقى التيار على عدائه لمحمود حسين القائم بأعمال المرشد، جبهة إسطنبول، بسبب الخلافات القديمة بينهما، لكنّ الأخير استطاع اجتذاب قيادات شبابية من المحسوبين على جبهة لندن، وتولى بعضهم مناصب قيادية داخل جبهة إسطنبول، ومن هؤلاء القيادي أحمد عاطف مسؤول ملف الشباب في الجبهة.
وقال طارق البشبيشي القيادي الإخواني، المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن الجماعة الآن أصبحت “عجوزًا”، وغير قادرة، وبات شباب الجماعة على نحو الهجرة الجماعية، وأغلبهم حالياً يعيش مثل من هاجر بشكل غير شرعي في ظل عدم توافر أموال لحماية العائلات، وهو ما وضع الجماعة أمام هجرة الشباب، وبالتالي فإنقسامات الجماعة قد تؤدي في النهاية إلى دمارها ونهايتها خلال سنوات قليلة.
وأضاف البشبيشي في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن الجماعة حالياً بشكل خاص جبهة لندن تعمل على بناء الج4سور المشتركة مع تيار الشباب؛ أملاً في أن تستفيد منهم في تحقيق زخم تنظيمي وزيادة فاعلية عملها، ومع أنّها نجحت في استقطاب العديد من الشباب والكوادر الإخوانية التي جمدت عضويتها أو استقالت من الجماعة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم أمام الشباب، وبالتالي فهناك هجرة تعاني منها الجماعة.