توتر أمني في كردستان العراق: استعدادات أمريكية مكثفة لعملية مرتقبة ضد الحشد الشعبي
دخلت القواعد العسكرية الأمريكية الست المنتشرة في إقليم كردستان العراق، حالة الاستنفار القصوى، في خطوة وُصفت بأنها جزء من تحضير لعملية عسكرية مرتقبة ضد الحشد الشعبي.
استنفار أمني أمريكي
وهو ما كشفه مصدر سياسي عراقي رفيع بقوله إن القوات الأمريكية داخل مواقعها في الإقليم، لاسيما في قواعد دهوك وأربيل، بدأت رفع مستوى التأهب خلال الأيام القليلة الماضية.
وتشمل القواعد العسكرية الأميركية المستنفرة ثلاث مواقع داخل أربيل، إضافة إلى قاعدة في حلبجة، وقاعدة حرير التي تقع على بعد 60 كم شمال أربيل و50 كم من الحدود الإيرانية، وتشهد هذه القواعد نشاطًا لافتًا مع وصول طائرات مقاتلة أمريكية عبر جسر جوي مباشر من الولايات المتحدة.
تحركات عسكرية أمريكية مكثفة وتحسب لهجمات الميليشيات الإيرانية
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن القوات الأمريكية في كردستان العراق شهدت تدفقًا كبيرًا للإمدادات خلال آخر 72 ساعة، وسط إجراءات أمنية مشددة لحماية التحركات العسكرية، حيث تتولى وحدات أمريكية خاصة حماية هذه الإمدادات تحسبًا لأي استهداف محتمل من قبل ميليشيات مسلحة موالية لإيران.
وقد وصف المصدر هذه المجموعات بأنها “عناصر خارجة عن إطار الدولة”، وأنها قد تحاول تنفيذ عمليات نوعية لعرقلة التحرك العسكري المتوقع.
موافقة إيرانية ضمنية على العملية المرتقبة ضد الحشد الشعبي
وفي تطور لافت، كشف مسئول عراقي بارز سابق – تولى حقائب وزارية عدة – أن مسؤولين كبارًا في مجلس الأمن القومي الأمريكي أبلغوا سياسيين عراقيين بأن هناك عملية عسكرية مشتركة بين الجيش العراقي والقوات الأمريكية ضد الحشد الشعبي، تمت بموافقة ضمنية من طهران.
وأشار المصدر إلى أن هذه العملية تهدف إلى إعادة هيكلة الحشد الشعبي سياسيًا وعسكريًا، بما يتماشى مع مسار الدولة العراقية في احتواء الجماعات المسلحة الخارجة على القانون.
تعزيز أمريكي في قاعدتي “عين الأسد” و”القيارة” لمواجهة أي تهديدات إيرانية
وفي سياق موازٍ، أفادت مصادر دبلوماسية عراقية بأن الجيش الأمريكي عزز وجوده في قاعدتي “عين الأسد” و”القيارة”، موضحة أن القاعدتين أصبحتا بمثابة غرف عمليات مركزية لحماية المصالح الأمريكية في العراق، خاصة في حال تصعيد من قبل فصائل مسلحة مدعومة من إيران.
وتشير هذه الإجراءات إلى استعدادات أمريكية لمواجهة أي تحركات خارج القانون قد تقوم بها ميليشيات مسلحة ردًا على قرارات مرتقبة من بغداد بشأن نزع سلاح تلك الجماعات.
لقاء بارزاني في واشنطن: تنسيق كردي أمريكي لمواجهة نفوذ طهران
ومن جهة أخرى، كشفت مصادر أن رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، عقد سلسلة اجتماعات الأسبوع الماضي مع مجلس الأمن القومي الأمريكي في واشنطن، وشملت المباحثات آليات تنسيق كردي أمريكي لمواجهة أي تحركات عدائية من الميليشيات الموالية لطهران في حال استهدفتها واشنطن عسكريًا.
هذا التنسيق يعكس استعدادًا أوسع لإدارة مرحلة ما بعد العملية العسكرية المحتملة، سواء على المستوى الأمني أو السياسي، في ظل رغبة أمريكية – كردية مشتركة في منع تحول الإقليم إلى ساحة تصفية حسابات بين طهران وواشنطن.
ما وراء التصعيد الأمريكي في كردستان؟
وتُشير التحركات العسكرية الأمريكية في كردستان العراق إلى تحول استراتيجي جديد في العلاقة بين بغداد وواشنطن، في ضوء السعي لتقليص نفوذ الحشد الشعبي المسلح والممول من إيران.
كما أكدت التقارير أن القواعد الأمريكية في كردستان تحولت إلى مراكز انطلاق لعملية أمنية تتقاطع فيها مصالح الجيش العراقي مع الإرادة الأمريكية، وبدعم غير مباشر من طهران.
ومع تسارع الأحداث، يبدو أن المرحلة القادمة قد تشهد إعادة رسم الخريطة الأمنية في العراق، بما يحقق توازنًا جديدًا بين مؤسسات الدولة والقوى المسلحة غير النظامية.