في ظل التراجع الإقليمي لجماعة الإخوان المسلمين، يبرز حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسية للجماعة في اليمن، كأحد آخر معاقلها في المنطقة، وتواجه الجماعة ضغوطًا متزايدة بعد قرارات حظرها في عدة دول، مما يدفعها إلى البحث عن تحالفات جديدة للحفاظ على نفوذها.
تحالفات غير معلنة: التنسيق مع الحوثيين
ورغم الخلافات الأيديولوجية بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي، تشير تقارير إلى وجود تنسيق غير معلن بين الطرفين، فقد تم الكشف عن صفقات تبادل أسرى في محافظة البيضاء؛ مما يثير تساؤلات حول مدى استعداد الإصلاح للتعاون مع خصومه التقليديين للحفاظ على موقعه السياسي.
وفي مواجهة العزلة الإقليمية، يسعى حزب الإصلاح إلى تعزيز علاقاته مع دول مثل تركيا وقطر، اللتين لا تزالان تحتفظان بعلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، ويُلاحظ أن قيادات الإصلاح المقيمة في تركيا تُظهر دعمًا واضحًا للسياسات التركية؛ مما يشير إلى محاولة الحزب تأمين دعم إقليمي بديل.
السيطرة على المؤسسات والمجتمع
ويحتفظ حزب الإصلاح بنفوذ قوي في مناطق مثل مأرب وتعز، بالإضافة إلى تأثيره في المؤسسات التعليمية والدينية، وهذا التغلغل يمكن الحزب من التأثير على الرأي العام وتجنيد أنصار جدد، مما يعزز من قدرته على الصمود في وجه التحديات.
كما يستغل حزب الإصلاح القضايا الإقليمية مثل الحرب في غزة والإسلاموفوبيا لتعزيز سرديته وتجنيد أنصار جدد، ومن خلال تقديم نفسه كمدافع عن القضايا الإسلامية، يسعى الحزب إلى كسب تعاطف الجماهير وتوسيع قاعدته الشعبية.
مستقبل الإصلاح في ظل المتغيرات الإقليمية
ومع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية على جماعة الإخوان المسلمين، يواجه حزب الإصلاح تحديات كبيرة للحفاظ على نفوذه، من خلال تحالفات غير معلنة واستغلال القضايا الإقليمية، يسعى الحزب إلى التكيف مع المتغيرات، لكن نجاحه في ذلك يظل مرهونًا بقدرته على إعادة صياغة استراتيجيته والتفاعل مع الواقع الجديد.