لا تزال الصراعات تشتعل داخل تنظيم الإخوان مؤخرًا حيث احتدمت الأمور بشكل أكبر بعد وفاة القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير.
ويوم تلو الآخر خرجت تكهنات كثيرة حول نوايا محمود حسين زعيم جبهة إسطنبول في الإطاحة بجبهة لندن وتفتيتها خلال الآونة المقبلة، وذلك عبر اتخاذ قرارات قد تؤدي لانهيار جبهة إبراهيم منير، وبخاصة بعد قرارها الأخير بتنصيب صلاح عبد الحق قائمًا بأعمال المرشد.
وخلال الساعات الماضية عقد قائد جبهة إسطنبول محمود حسين لقاء مع قيادات إخوانية وبعض العناصر الشبابية التابعة له في تركيا تحدث فيها عن الجماعة والخلافات المندلعة مؤخرًا حيث أعلن مجددًا رفضه لوجود صلاح عبد الحق في منصب القائم بأعمال المرشد بتنظيم الإخوان.
وأوضح “حسين” خلال حديثه أن منصب القائم بالأعمال تولاه منذ نوفمبر الماضي مقدمًا بعض الوعود لشباب الإخوان أملاً في تقوية جبهته الفترة المقبلة وتنفيذ نواياه بتفتيت جبهة لندن عبر التأكيد لشباب الإخوان أنهم من أولوياته ووعدهم بالتمكين داخل التنظيم، وتشكيل لجان تقوم قيادات شبابية بإدارتها كاملة، لأن ليس هناك فرق بين شاب وشيخ، ولكن الأولوية فقط للكفاءة، كما شدد على أن الشباب تعرضوا لعدة أزمات منها قلة فرص العمل والإقامات.
كما نوه “حسين” برفضه على تنصيب صلاح عبد الحق، وأنه هو القائم بأعمال المرشد، حيث استشهد بلوائح التنظيم التي أعطته الحق في المنصب لأنه العضو الوحيد من قيادات مكتب الإرشاد موجود خارج السجون، زاعمًا أن جماعة الإخوان تديرها مؤسسات من أعلى سلطة بالجماعة وهو مجلس الشورى العام، وهو مجلس منتخب يمثل كل محافظات مصر.
كما حاول حسين تبييض وجه الجماعة المتهمة بالعنف، وأكد أنهم يتبرؤون من هذا العنف، ولم ينجرفوا له وأن تصرفات الأفراد لا تضاف إلى الجماعة، وأن الإخوان لم يدخلوا في صراعات مع الجيش.
وفي السياق ذاته أكدت مصادر أن هذه الرسائل خرجت للتأكيد على رفضه لصلاح عبد الحق ومحاولة جذب الشباب له ليزيد بهم قوته ومتاجرته بأزماتهم وأزمات الإخوان لصالحه.
وفور إعلان تنصيب صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد، الأحد الماضي، حدثت حالة من السخط بين الشباب لعدم الاختيار من بينهم، وتفضيل ذوي الأعمار الكبرى في الاختيارات دائماً، فكان لدى الشباب أمل في أن يكون لهم مكانة داخل التنظيم، ورفضت جبهة إسطنبول الاعتراف بانتخاب صلاح عبد الحق قائد جبهة لندن قائماً بأعمال المرشد.
وأعلنت وأن ما حدث بالمحاولات لاستحداث كيانات موازية لمؤسسات جماعة الإخوان، أو تسمية أشخاص بمهام ومسميات مدعاة بعيداً عن المؤسسات الشرعية للجماعة تحت دعاوى مختلفة، كما أن هناك مجلس شورى عام للجماعة من الداخل والخارج، وهو الذي اختار الدكتور محمود حسين قائماً بأعمال المرشد العام.
يذكر أن الخلافات داخل التنظيم زادت بسبب الانشقاقات بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، لمحاولتهما السيطرة على الوضع.
وكان قد اشتعل الصراع على منصب المرشد داخل جبهة لندن عبر ترشيح عدة أسماء أبرزها: صلاح عبد الحق، محمود الإبياري، ومحمد البحيري، ومحمد الدسوقي، وحلمي الجزار، إلا أنه تم الاستقرار في النهاية على تعيين “عبد الحق”.
كما أن الانشقاق داخل جماعة الإخوان بدأ في ديسمبر 2021، وذلك بعدما أعلنت جبهة إسطنبول تكليف قائم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة 6 أشهر وعزل إبراهيم منير وفصله نهائيا هو وأعضاء جبهته، وردت جبهة لندن بقيادة منير بتشكيل مجلس شورى جديد للجماعة وتصعيد عدد من الشخصيات لتكوين ما يُسمى بأعضاء بمجلس الشورى.