تعاني الأماكن التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي من عدد من الأمراض والأوبئة القاتلة، بعدما كانت قد اختفت هذه الأمراض، ولكن مع منع الحوثي اللقاحات عادت في الانتشار بقوة بين الأطفال.فمع قيام حملة تحريض يقودها إعلام ودعاة ومسؤولو الميليشيات ضد اللقاحات، زادت حالات المصابين بالجدري والحصبة وشلل الأطفال، فقد تم تسجيل مئات الإصابات بمرض شلل الأطفال، وأن مرضي الحصبة والجدري عادا للظهور بقوة ووصلا إلى أحياء العاصمة، بعد أن كان ظهورهما مقتصراً على المناطق الريفية المحيطة بها. حيث شارك زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي في الحملة التي تستهدف اللقاحات، وقال إن الأميركيين يقومون بنشر الأمراض والجائحات بواسطة الفيروسات المتنوعة ويعملون على بيع الأدوية اللقاحات التي تتسبب في حدوث أعراض صحية.فبعد أكثر من 14 عاماً من إعلان اليمن خلوها كاملة من شلل الأطفال عاود الفيروس التفشي في شمال البلاد، كما تظهر ملامح تفشي الأوبئة والفيروسات في مناطق الجماعة، نتيجة لتلك السياسات المعادية التي تنتهجها في مناطق سيطرتها.وذكرت “يونيسيف” منتصف ديسمبر الماضي، أن 15 طفلاً فارقوا الحياة خلال عام 2022 الماضي، جراء إصابتهم بالحصبة، مؤكدةً في الوقت ذاته أنه في النصف الأول من العام الماضي تم تسجيل إصابة ما يقارب 1400 طفل، توفي منهم 15 بسبب المرض في 7 محافظات، فيما زعم القيادي الحوثي طه المتوكل وزير الصحة في حكومة الحوثي أن اللقاح ليس إلزامياً بالمطلق، وإن من يصر على طلب اللقاحات عليه أن يتحمل المسؤولية.وفي السياق ذاته أقرت سلطات الحوثي في محافظة حجة، بوفاة 10 أطفال في إحدى مناطق عزل المحافظة، وذلك بالتزامن مع تفشي عدد من الأوبئة في مناطق نفوذ الجماعة التي تعمل على حملات ممنهجة ضد التطعيم.وأصيب المئات من الأطفال خلال أيام بعضهم في حالات خطيرة، كما أشارت المصادر الى أن عددا من المستشفيات بما فيها الحكومية والأهلية، تستقبل عشرات الحالات يومياً، وذلك بالتزامن مع حملات مكثفه تقودها سلطة الميليشيا لتحشيد وتعبئة المواطنين لرفض تعريض أطفالهم للقاحات المضادة لأمراض الطفولة الستة.وكانت سلطات الحوثي حجبت معلومات حول مخاطر وتأثير كورونا، عقب تفشي الفيروس داخل اليمن، منذ أبريل 2020 وذلك بحسب ما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش.وبعد بدء الموجة الثانية من فيروس كوفيد-19 في اليمن في مارس 2021، تضاعف عدد الحالات المؤكدة، وفقًا لبيان صادر عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في 15 أبريل من العام ذاته، إلا أن سلطات الحوثيين في صنعاء حافظت على سياسة حجب البيانات عن الحالات والوفيات، كما لم تصل أي لقاحات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.وأكدت منظمات حقوقية أن القرار المتعمد لسلطات الحوثيين بالإبقاء على العدد الحقيقي لحالات كورونا، طي الكتمان ومعارضتها للقاحات يعرض حياة اليمنيين للخطر، وذلك ضمن مساعي الحوثي للفتك باليمنيين عبر تعمد نشر الأوبئة والأمراض المعدية.