صرخة كبرى يُطلقها العالم أجمع ضد تجنيد الأطفال في جبهات الحرب المميتة على غرار ما يفعله جماعة الحوثي في اليمن بالتزامن مع يوم اليد الحمراء، الذي يؤكد وقوف دول العالم ضد تجنيد الأطفال والمشاركة في الحروب والصراعات.
يتم الاحتفال بيوم اليد الحمراء سنويًا في يوم 12 فبراير كحدث فريد للعمل لوضع حد للجنود الأطفال، والمعروف أيضًا باسم “اليوم الدولي لمناهضة استخدام الأطفال الجنود”، حيث يتم من خلاله تقديم المناشدات إلى الحكومات والقادة السياسيين لإنهاء استخدام الأطفال كجنود وإعادتهم إلى منازلهم، وبدأ القرار عام 2002 وأطلق عليه يوم اليد الحمراء وهو وضع حد مقنن لاستخدام الأطفال في الحروب.
وعند الحديث عن تلك المبادرة يتبادر للأذهان انتهاكات الحوثي لبراءة أطفال اليمن عبر تجنيدهم والدفع بهم في جبهات الموت، رغم توقيع الحوثي على ما وصفته الأمم المتحدة بـ “خطة عمل” لإنهاء ومنع تجنيد الأطفال أو استخدامهم في النزاعات المسلحة ، وقتل الأطفال أو تشويههم ومهاجمة المدارس والمستشفيات.
ورغم ذلك تورط الحوثيون في تجنيد أكثر من 3500 طفل ونشرهم في جبهات الحرب خلال الفترة الماضية، وذلك بعد أن جندت الجماعة الموالية لإيران أكثر من 18 ألف حتى عام 2018 على رأسهم صبية لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.
وفي السياق ذاته كشفت مصادر أن جماعة الحوثي تورطت في تجنيد أكثر من 30 ألف طفل منذ بداية حربهم العبثية في اليمن حتى الفترة الماضية.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 10200 طفل قتلوا أو شوهوا في الحرب جراء ممارسات الحوثي وسط تأكيدات بأن العدد قد يكون قابلا للزيادة.
واندلعت الحرب الأهلية في اليمن عام 2014 عندما استولى الحوثيون على صنعاء وأجبروا الحكومة على النزوح، فيما يُقدر مراقبون أن الصراع أدى إلى مقتل أكثر من 14500 مدني و 150 ألف شخص، كما تسبب القتال في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بسبب أطماع الحوثي في الهيمنة على اليمن.
ويُعد تجنيد الأطفال عقيدة ثابتة لدى وكلاء وأذرع إيران في المنطقة حيث لجأ حزب الله لتجنيد الأطفال واستغلالهم في النزاعات المسلحة التي يخوضها ومنها ما حدث في سوريا.
وكشفت مصادر، أن إيران تواصل تجنيد الأطفال في سوريا، بهدف إنجاح مشروع الملالي طويل الأمد في البلد حيث تدخلت عسكريًا منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وتكاد تكون مناطق شرق سوريا هي الأكثر تنظيماً في عملية تجنيد الأطفال، مما يخلق بيئة حاضنة من خلال اللعب على عوامل الفقر والهيمنة العسكرية المطلقة هناك.
وأوضحت المصادر، أنه منذ بداية عام 2022، افتتحت طهران مراكز جديدة في دير الزور تابعة لجمعية كشافة الإمام المهدي، حيث تقدم أنشطة للأطفال بطرق ناعمة ومهنية مستمدة من عمق تجربتها في لبنان والعراق، وقالت المصادر إن المركز الثقافي الإيراني افتتح من جهته دورات لتقوية طلبة الشهادات الابتدائية والثانوية في مدن دير الزور والميادين والبوكمال، كما قام مسؤولون من منظمات إيرانية مثل جهاد البناء والمراكز الثقافية الإيرانية بزيارة المدارس خلال ساعات العمل الرسمية ودخلوا الفصول الدراسية لإلقاء خطب تمجد إيران ودورها تجاه “الأمة”.
وكشفت المصادر، أن مراكز كشافة المهدي تجند طلبة من المدارس الابتدائية وتوفر التدريب على الأسلحة وتعينهم فيما بعد على الفصائل التابعة لها براتب شهري، كما تنظم المراكز الثقافية الإيرانية رحلات لطلاب المدارس الابتدائية إلى الحدائق ونهر الفرات في دير الزور ، مع دروس في العقيدة والأفكار الشيعية التي تحثّ على دعم الميليشيات الإيرانية.