تواصل المرأة في أفغانستان القيام بمحاولات مريرة لمقاومة الانتهاكات التي تمارسها حركة طالبان منذ استيلائها على السلطة منذ ما يقرب من عام.
ومنذ وصولها لسدة الحكم في كابل تمضي حركة طالبان قدمًا في النيل من المرأة الأفغانية وانتهاك حقوقها وفرض مزيد من القيود الصارمة عليها، تحت ستار تطبيق شرع الله بالبلاد.
وحاولت “طالبان” تبييض وجهها عبر إطلاق وعود كاذبة سواء للمجتمع الدولي أو للشعب الأفغاني فيما يخص ملف المرأة حيث تعهدت بحماية حقوق المرأة الأفغانية، إلا أنها سرعان ما فرضت العديد من القيود التي قضت على المكاسب التي حققتها المرأة الأفغانية على مدار العقدين الماضيين.
وحاولت المرأة الأفغانية تشكيل انتفاضة شعبية نسائية ضد طالبان بعد قرارات الحركة الأخيرة التي تسببت في حرمان الأفغانيات من التعليم والعمل ومنعها من تولي أي منصب حكومي رسمي، حيث دشنت النساء احتجاجات في عدة مدن إلا أن حركة طالبان تدخلت لفض تلك الانتفاضة بشكل عنيف لمضايقتهن وإساءة معاملتهن، حتى وصل الأمر للقبض عليهن واحتجازهن تعسفيًّا وتعريضهن لعمليات الاختفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي.
وخلال الساعات الماضية تجمع عشرات النساء أمام وزارة التعليم في سلسلة احتجاجات تنوي المرأة الأفغانية شنها على “طالبان”، حيث رفعن شعارات “خبز وعمل وحرية” أمام وزارة التعليم، كما رفع المتظاهرات لافتة كتب عليها “15 أغسطس يوم أسود”، وذلك في إشارة إلى ذكرى سيطرة الحركة على السلطة في البلاد العام الماضي.
وتأتي تلك الاحتجاجات للمرأة الأفغانية في إطار مطالبة النساء بحقوقهن في العمل والمشاركة السياسية، حيث هتفت المتظاهرات في وجه طالبان ومقاتليها ومتشدديها “العدل العدل.. سئمنا الجهل”.
ولجأت حركة طالبان إلى قمع تلك التظاهرات النسوية بشكل عنيف عبر تفريقهن بإطلاق رشقات رصاص في الهواء بعد حوالي خمس دقائق من بدء التظاهرة.
وتعتبر الحركة المتشددة عمل المرأة عملًا خارجًا عن الدين، ومخالفًا لأصوله حيث تزعم أن ذلك خروج على ولي الأمر الشرعي، في ممارسات تهدف لنشر الجهل والخرافات داخل أفغانستان من أجل تمكينها لفترة أكبر من حكم أفغانستان.