ذات صلة

جمع

قرار الجنائية الدولية باعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. وسط ترحيب حماس ورفض إسرائيلي أمريكي

أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الخميس، أنها أصدرت أوامر...

تركيا تسابق الخطى نحو إسرائيل.. السماح بفتح مكاتب التمثيل التجاري والاقتصادي بأنقرة

 

 بعد أن تشدقت تركيا لأعوام طويلة بمزاعم الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب المحتل، كانت في الخفاء تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل وتزيد من معدلات التجارة والعلاقات والاقتصاد والتقارب، رغم ما كان حاكمها يتشدق به بين المحافل الدولية، ليتبين كذب ادعاءاتها باستمرار، خاصة أنها مؤخرا تسير حاليا بخطوات وثابة نحو تحسين العلاقات علنيا مع تل أبيب.

 

وفي آخر تلك المساعي، أعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء أنها ستعيد فتح مكتبها الاقتصادي والتجاري في تركيا مع سعي الدولتين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية المتوترة منذ أكثر من عقد.

 

وقالت وزيرة الاقتصاد أورنا باربيفاي: “إعادة فتح الملحق الاقتصادي يعكس التزام إسرائيل بتعميق العلاقات الاقتصادية مع تركيا.. نعتزم عقد مؤتمر اقتصادي مشترك بين البلدين قريبا، وذلك بعد أكثر من عقد”.

 

وأكدت الوزيرة الإسرائيلية أن هذه الخطوة ستساعد أكثر من 1500 شركة إسرائيلية تقوم بالتصدير إلى تركيا حاليا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”.

 

وسبق أن طردت الحكومتان السفراء في عام 2018 وكثيرا ما تبادلتا الانتقادات بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، غير أنهما تتطلعان الآن إلى إعادة التمثيل إلى مستوى السفراء، كما خفضت إسرائيل تمثيلها الاقتصادي بأنقرة في 2019.

 

وعلى الرغم من توتر العلاقات الذي استمر سنوات، حافظ البلدان على التجارة وما زالت تركيا واحدة من أهم شركاء إسرائيل، وارتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 30% في 2021 ليصل إلى 7.7 مليار دولار.

 

ويأتي ذلك بعد أيام قليلة، من وعد تركيا المثير للجدل بحماية الإسرائيليين، بعدما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية وتركية، عن تفاصيل إحباط عمليات إيرانية، استهدفت مواطنين إسرائيليين في تركيا، بعد أيام من تحذيرات الحكومة الإسرائيلية لمواطنيها.

 

وقالت المخابرات التركية: إنها تمكنت من إحباط محاولة هجوم إيراني في إسطنبول الجمعة الماضية، قبيل وصول وزير الخارجية يائير لابيد إلى تركيا.

 

وفي مايو الماضي، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمله بتسريع التقارب بين تركيا وإسرائيل؛ إذ يسعى إلى التودد لتل أبيب بكل السبل، عبر تبادل الزيارات وإبرام الاتفاقيات، وخاصة في مجال النفط، مضيفا أن “إسرائيل أكدت استعدادها للتعاون مع تركيا في مجال الغاز الطبيعي”، وأن “إسرائيل في عهد رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، كانت على وشك تنفيذ مشروع في مجال الطاقة، لكن الأمر سار في اتجاه معاكس فجأة”.

 

وأشار إلى مشروع خط أنابيب “إيست ميد” المتفق عليه بين إسرائيل وقبرص واليونان بغية ضخ الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى أوروبا عبر قبرص واليونان، لافتاً إلى أن “المسار الذي تفكر فيه إسرائيل بشأن تصدير الطاقة غير مناسب من حيث التكلفة”.

 

وسبق أن تحدث أردوغان عن إمكانية تكثيف التعاون بين بلاده وإسرائيل في مجال الطاقة بمنطقة شرق المتوسط، وأبدى أمله بتطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية في المستقبل القريب.

 

ونقل موقع صحيفة “Yeni Safak” الموالية للحكومة التركية عن تصريح لأردوغان قوله: “سنتخذ خطوات بهدف تحقيق المستوى الأكثر إيجابية للعلاقات بين تركيا وإسرائيل. وفي الوقت الراهن تعد الآراء حول هذه المسألة إيجابية”، مضيفا: “آمل بأن يسمح تطور الأحداث في هذا الاتجاه بضمان التطبيع الكامل (للعلاقات مع إسرائيل) بأسرع ما يمكن”.

 

وعقب ذلك، وصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم إلى إسرائيل في زيارة تستغرق يومين، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن زيارة جاويش أوغلو، هي أول زيارة لوزير خارجية تركي إلى إسرائيل منذ 15 عاما، وتهدف إلى دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين في أعقاب زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا واجتماعه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في مارس الماضي.

 

وبحسب جاويش أوغلو فإن تركيا كانت من أكبر عشرة شركاء تجاريين للدولة العبرية وإحدى الوجهات السياحية للإسرائيليين، مشيرا إلى أن “تركيا مستعدة لأن تأخذ على عاتقها السعي إلى مواصلة الجهود تجاه الحوار” الإسرائيلي الفلسطيني.

 

ويرى محللون أن هذا التقارب مرده إلى رغبة أردوغان في تعزيز اقتصاد بلاده المتعثر وخاصة فيما يتعلق بمشاريع الغاز المشتركة، خاصة أن الرئيسين التركي والإسرائيلي قد رحبا خلال لقائهما في أنقرة في مارس بـ”تحول” العلاقات بين البلدين.

 

وأشار المحللون إلى التناقضات الخاصة بأنه لطالما أبدى الرئيس التركي تأييده القوي للقضية الفلسطينية ما تسبب بتوتر العلاقات بين بلاده وإسرائيل؛ إذ تحاول تركيا علنا حاليا التقرب إلى إسرائيل بعد أعوام من العلاقات القوية الخفية التي دعمت بها تل أبيب وقدمت لها تسهيلات عديدة، في ظل المعاهدات العربية مع إسرائيل.

spot_img