مخاوف عالمية واسعة من انتشار مرض جدري القرود، انتشرت على مدار الأيام الماضية، خاصة بعد تسجيل أول حالة وفاة، ولكن تفاقم ذلك الخوف في قطر بصورة كبيرة مؤخرا، جراء احتمالية تفشيه وتحوله لوباء عالمي؛ ما من شأنه التأثير على مباريات كأس العالم المقررة في نوفمبر 2022، وهو ما سيضرب اقتصاد البلاد بصورة كبيرة، وسيكبدها خسائر طائلة، بعد تلك التجهيزات الضخمة.
لذا على مدار الأيام الماضية، حشدت الحكومة القطرية كافة وسائلها الإعلامية لنشر التوعية بشأن جدري القرود، مع التأكيد المستمر على خلو البلاد من ذلك الخطر، وفق مزاعمها، وذلك بحسب ما كشفته مصادر.
وقالت المصادر: إن القصر الأميري يحاول تحسين واجهته وحماية الاقتصاد القطري المتضرر حاليا من إمكانية تكبده خسائر فادحة حال تأثر المونديال، على غرار ما شهدته البلاد من جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي كشف ضعف الجهاز الصحي القطري بصورة فادحة.
وأضافت المصادر: أن الحكومة تسعى باستمرار للتأكيد على عدم وجود إصابات بها من خلال تداول بيانات إعلامية تفيد ذلك ونشر الإجراءات الاحترازية والمعلومات الخاصة بالمرض، تجنبا لتكرار أزمة كورونا التي انتقلت لقطر من إيران وتسببت قي حالة غضب شعبي واسعة.
ولهذا السبب رفعت وزارة الصحة القطرية حالة التأهب القصوى بالبلاد خلال الأيام الماضية؛ إذ نقلت إحدى الصحف المحلية عن الدكتور حمد عيد الرميحي -الرئيس المشارك للجنة الوطنية للتأهب ومدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العامة قوله: إنه لم يتم رصد أي حالة لجدري القرود في دولة قطر، مؤكدًا أن الوزارة رفعت حالة الرصد والتأهب تحسبًا لظهور أي حالة مصابة بالفيروس.
وفي محاولة لنشر الطمأنينة وامتصاص المخاوف القطرية، تابع الرميحي: إنه لا داعي للخوف من جدري القرود، حيث إنه مرض قديم وليس حديث العهد، ولكن قد تكون سرعة انتشاره في الفترة الأخيرة هي سبب الجدل في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه فيروس يمكن السيطرة عليه، وأن إمكانية انتشاره بين السكان بشكل كبير هو احتمال ضعيف، وأنه لا يرقى إلى مستوى الجائحة.
وتزامنا مع ذلك، أصدرت وزارة الصحة العامة ممثلة بقسم الوقاية الصحية والأمراض المعدية، خطة إستراتيجية لمواجهة جدري القرود تم تعميمها على جميع المهنيين الصحيين العاملين في المنشآت الصحية بدولة قطر، مشددة على جميع مرافق الرعاية الصحية أن تكون يقظة من أجل الفرز والتعرف المبكر على أي حالة مشتبه بها للعزل الفوري، ويتضمن التعميم نبذة عن المرض، وأعراضه، وسبل تفشيه، وآلية التعامل في حال اكتشاف أي حالة تثبت إصابتها، والإبلاغ فورا عن أي حالة تتطابق أعراضها بالأعراض المشيرة للمرض.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن مرض جدري القردة، وهو عدوى فيروسية تسبب أعراضاً خفيفة، في بلدان إفريقية، لكن انتقاله إلى أوروبا والولايات المتحدة يثير المخاوف، وهناك، حتى الآن، أكثر من 200 إصابة بين مؤكدة ومشتبه بها حوالي 20 منها في مناطق لم يظهر فيها الفيروس من قبل.