ذات صلة

جمع

روما محطة جديدة في طريق شائك.. إيران وأميركا تعيدان تحريك عجلة النووي

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة الإيطالية...

“أكسيوس” يكشف.. ماذا دار في الاجتماع السري بين الموساد ومبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران؟

كشف موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين كثّفوا جهودهم للتأثير...

مراوغة جمركية: ترامب يُلوّح بالتراجع ومفاوضات خفيّة مع بكين تفتح الباب للتفاهم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي...

برًا وبحرًا.. “خريطة تهريب إيرانية” جديدة عبر السودان وليبيا ومصر لدعم حزب الله

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، في...

“فورين بوليسي”: قطر مستمرة في سياساتها المتناقضة بين التلاعب بأميركا وإيران

ما زالت علاقات قطر الإرهابية في المنطقة العربية تثير القلق العالمي تجاهها بصورة واسعة، إذ تحتضن العديد من الجماعات المصنفة بالقوائم السوداء بأميركا وغيرها من البلدان الأوروبية، ولكن الإمارة الخليجية تمكنت عبر عدة أساليب فاسدة في الوقت ذاته من الحصول على امتيازات أميركية منها قاعدة العديد على أراضيها، وكذلك حليفًا للناتو من الخارج، بجانب استمرار الحفاظ على علاقات ودية مع إيران العدو اللدود للولايات المتحدة.

وفي تقرير تحليلي يتضمن العديد من التحذيرات، سلطت صحيفة “فورين بوليسي” الأميركية، الضوء على ذلك التناقض القطري، إذ تمكنت الدوحة ذات المساحة الأصغر بالشرق الأوسط، من الوصول لخليط غير مفهوم من العلاقات بين الجهات الفاعلة القوية بالمنطقة، مشيرة إلى أن الإمارة الخليجية التي توجد بها قاعدة العديد الأميركية وتتواجد على أرضها الكثير من الأطراف الأجنبية، لديها اتفاق دفاعي وتعد حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو مع الولايات المتحدة؛ ولكنها تحافظ في الوقت ذاته على علاقات ودية مع إيران.

وقالت الصحيفة الأميركية: إن المثير للجدل هو احتضان قطر لكبار قادة الجماعات الإرهابية التي صنفتها الولايات المتحدة، منهم حماس وطالبان ومجموعة متنوعة من الجهات الإرهابية الأخرى؛ بجانب الاستمرار في تمويل وترويج قناة الجزيرة، وهي شبكة إعلامية واسعة تعمل بشكل روتيني على دفع الرسائل المعادية لإسرائيل، والمعادية للولايات المتحدة، والموالية لإيران وجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما كان يتوجب عليه مواجهة ذلك سريعا، إلا أن الجهود المتعددة لمعاقبة الدوحة لم تحقق النجاح في ذلك بسبب مزاعم عدم الانحياز.

وأكدت “فورين بوليسي” أن البعض يقول إن قطر ذات وجهين فقط وفشلت بشكل مخزي، إذ باتت نموذجًا لبقية المنطقة في ذلك الأمر، وهو ما يعتبر أمرا مثيرا للإحباط جراء التقلبات الشديدة في السياسة الإقليمية للولايات المتحدة والشكوك المتزايدة بشأن ثبات الدعم العسكري الأميركي.

وتابعت أن بقية دول الخليج ما زالت في مرحلة يمكن وصفها بـ “التقطير” حاليًا، وهو ما يعني التحوط في رهاناتهم ضد القوة الأميركية، واللعب مع إيران، وفي الوقت نفسه إبرام صفقات اقتصادية وأسلحة مع الصين وروسيا، إذ تضافرت عدة قوى لتسريع عملية التقطير في الخليج.

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه ما زالت تعتبر طهران هي الدولة الوحيدة التي تستغل هذا الاتجاه لصالحها، وهو ما ولد بسبب أن العامل الرئيسي وراء ذلك هو كون الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما كان بعيدًا عن المنطقة خلال فترة ولايته، ثم تم تعزيز هذا التحول.

بينما من المفارقات أن الرئيس السابق دونالد ترامب سعى لترتيب اتفاقيات إبراهام الجديدة، بهدف استبدال اعتماد دول الخليج على القوة الأميركية بالتحالفات مع إسرائيل، إلا أن جو بايدن جاء ليخطط للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران من جديد كما فعل أوباما.

وترى الصحيفة أنه بالنسبة لشركاء واشنطن الأساسيين في الخليج، كانوا منشغلين بمن سيدافع عنهم ضد إيران ووكلائها، وفي عهد أوباما كانت الإجابة واضحة في أن الولايات المتحدة ستكون إلى جانب إيران، لكن تولي ترامب للرئاسة أنعش تلك الآمال بأن تبتعد الولايات المتحدة عن الإرهاب الإيراني، لكن سرعان ما أصبح واضحًا بعد الهجمات التي رعتها إيران ضد منشآت نفطية سعودية رئيسية أن حتى أشد أعداء إيران ضراوة في البيت الأبيض لن يفعلوا شيئًا.

وأردفت أن فريق بايدن – الذي يتألف من مسؤولين سابقين في إدارة أوباما ونائب الرئيس دفع الخليج للبحث عن بديل للولايات المتحدة لحماية وجودهم ضد الإرهاب الإيراني والتحوط ضد سياسات واشنطن، بالإضافة إلى أن العامل الآخر في تنامي التقطير في المنطقة هو الضربة المزدوجة للنشاط المناخي وتنويع إمدادات الطاقة.

ومن ثَم كانت كل من جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا هي السبب في تشويش الأسواق بشكل غير متوقع، لكن الاتجاه العام كان واضحًا منذ فترة طويلة، ما ولد عنه أن الولايات المتحدة باتت مصدرًا صافيًا للغاز وأكبر منتج للنفط في العالم.

وفي النهاية، أوضحت “فورين بوليسي” أن بالمقارنة بين النمو السكاني في أماكن مثل المملكة العربية السعودية، والتقلبات الهائلة في أسعار النفط، والقطاعات العامة الكبيرة بشكل مذهل، والمطالب الأخرى على الخزانة العامة، فإن معظم حكومات الخليج تخشى على أمنها الاقتصادي في المستقبل.

spot_img