تفرض دولة الإمارات العربية المتحدة دبلوماسيتها الناجحة وسياساتها الحكيمة التي تهدف لحل أزمات المنطقة عبر سياسة العقلانية وفكر متحضر يقدم الحلول بطريقة صحيحة، ويستغل الروابط بين الدول ليؤسس مرحلة جديدة تتجاوز بها خلافات الماضي لبناء علاقات متينة وقوية تعم بالفائدة على جميع دول المنطقة، ومن بينها العلاقات مع تركيا التي اتجه رئيسها رجب طيب أردوغان إلى زيارة الإمارات اليوم الاثنين.
وقالت الرئاسة التركية في بيان: يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بزيارة تستغرق يومين، 14 و15 فبراير، وتتناول العلاقات الثنائية بين البلدين بكافة أشكالها، وإمكانيات تطوير التعاون المشترك.
وكشف البيان عن أن الزيارة ستشهد تبادلا للآراء بشأن آخر المستجدات الإقليمية والدولية، في إطار تحقيق السلام والاستقرار.
ويشمل جدول أعمال زيارة الرئيس التركي توقيع اتفاقيات تهدف إلى تحقيق إسهامات مهمة في العلاقات الثنائية، كما سيشارك الرئيس في “معرض تركيا” المقرر عقده في 15 فبراير بمناسبة “اليوم الوطني لتركيا”، ضمن زيارته لمعرض “إكسبو 2020 دبي”.
وقال الرئيس التركي قبيل ركوب الطائرة إلى الخليج العربي: الإمارات العربية المتحدة من بين شركائنا التجاريين الرائدين بحجم صادرات بنحو 5.5 مليار دولار وبحجم تجارة 8 مليارات دولار.
وتابع: قمنا بتنفيذ 141 مشروعًا بالإمارات بقيمة 13 مليار دولار من خلال شركات المقاولات التركية.
وأضاف: بناء على هذه الأرقام تساهم دولة الإمارات العربية في أهم سوق لشركات المقاولات التركية.
وغرد الرئيس التركي على حسابه الرسمي على “تويتر” مساء يوم السبت باللغة العربية قائلاً: “التقارب الذي بدأ بين تركيا والإمارات العربية المتحدة يكتسب زخما جديدا من خلال زياراتنا المتبادلة. أرحب بتطوير العلاقات تجاه مجالات التعاون بيننا”، مرفقا مقالا عن أهمية العلاقات بين البلدين في الإسهام بالسلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي.
وانزعجت دويلة قطر بسبب الدور الريادي لدولة الإمارات في المنطقة والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية، وتسريع وتيرة العمل المشترك في مجالات مختلفة مع دول عدة.
وظهر الانزعاج القطري من خلال تغاضي بوقها الإعلامي قناة الجزيرة القطرية عن زيارة أردوغان للإمارات رغم تصدر الزيارة لكل وسائل الإعلام المختلفة في العالم أجمع.
وضربت سياسة الإمارات عصفورين بحجر واحد منذ رجوع العلاقات مع تركيا، حيث سارع أردوغان بتنفيذ الشروط الإماراتية على رأسها عدم دعم المتطرفين بالمنطقة، ووقف تدخل بلاده العسكري في ليبيا وسوريا، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية وتحسين العلاقات التركية الخليجية، وبذلك قطعت الحكمة الإماراتية الطريق على كثير من المخططات القطرية الخبيثة للاستعانة بتركيا
لدعم فروع الإخوان لتخريب دول المنطقة.
ومن جانبه قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بزيارة أنقرة في نوفمبر الماضي، حيث أجرى محادثات مع أردوغان، وأبرمت وقتها الإمارات وتركيا اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت عددا من المجالات التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين أبوظبي وأنقرة، من بينها تأسيس صندوق إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.