يعيش الشعب التركي معاناة أزمة غلاء الذي تضربه بسبب ارتفاع معدلات التضخم، وعلى الرغم من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يزعم بأنه سبب في رفاهية الشعب، لكن الأرقام الرسمية المعلنة تثبت زيف تصريحاته.
وقفز معدل التضخم السنوي في تركيا بشكل جنوني؛ إذ وصل إلى 48.69% في يناير الماضي، وسجل أعلى مستوى له منذ 20 عاما تقريبا.
ويعد معدل التضخم في تركيا المسجل حديثاً هو أعلى رقم يسجل للتضخم منذ أبريل 2002، والذي تجاوز حتى توقعات الخبراء، بسلسلة من التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة وتراجع حاد في قيمة الليرة في أواخر العام الماضي.
وأظهرت عدة أبحاث التضخم المستقلة أن معدل التضخم السنوي في تركيا خلال بلغ 114.87 في المئة، بما يفوق ضعف المعلن رسميا.
وأوضحت الأبحاث أن الزيادة في التضخم النقدي خلال شهر يناير المنصرم بلغت 15.52 في المئة، وأن أسعار الكهرباء كانت الأعلى زيادة.
وبيَّن معهد الإحصاء التركي أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 11.1 % على أساس شهري، وذلك مقارنة بتوقعات في استطلاع لرويترز عند 9.8% وتوقعات سنوية عند 46.7%.
وأشار المعهد أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع 10.45 % على أساس شهري في يناير، ليرتفع على أساس سنوي إلى 93.53% في انعكاس للاضطرابات المرتبطة بسعر الصرف في الأشهر الماضية، وفي ديسمبر الماضي سجلت الأسعار ارتفاعا إلى 36.08% على أساس سنوي.
ويعد التضخم قضية جدلية في تركيا، ما يتزامن مع أقل من 18 شهرا على الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ إذ اتهمت المعارضة وبعض الاقتصاديين الأتراك والأجانب مكتب الإحصاء الوطني بتقليل نسبته بأكثر من النصف.
وشجع أردوغان ارتفاع الأسعار عبر دفع البنك المركزي التركي من أجل خفض أسعار الفائدة بشكل شبه منهجي في الأشهر الأخيرة تعهد في يناير الماضي “بخفض التضخم” إلى أقل من 10% “في أسرع وقت ممكن”.
وسخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تصريحات أردوغان الأخيرة، خلال كلمة له في الجمعية العامة لاتحاد رجال الأعمال الشباب في تركيا، حيث قال: إن حزب العدالة والتنمية، عندما تسلم السلطة نقل تركيا نقلة نوعية، لدرجة أنه لم تكن الكهرباء متوفرة قبل قدومهم للسلطة.
وزعم أردوغان أنه لم يكن هناك استثمار في الطاقة قبل حزب العدالة والتنمية، فلم يكن هناك سوى مصابيح الغاز في منازل المواطنين، ولكن الحال تغير مع تسلم العدالة والتنمية الحكم.
وادعى أردوغان أن المنازل كانت خالية من الثلاجات والأفران قبل قدوم “العدالة والتنمية” وقال: “أتساءل عما إذا كان بإمكاننا العثور على أفران في المنازل قبل 15 عامًا في تركيا؟ أتساءل عما إذا كان بإمكاننا العثور على ثلاجات في المنازل؟”.
وتزامنت تصريحات أردوغان مع الشكوى المتزايدة من ارتفاع أسعار الطاقة في البلاد خصوصا الكهرباء والغاز الطبيعي، لذا تسببت في موجة سخرية واسعة، حيث قال نائب حزب الشعب الجمهوري، فالي أغبابا: “أردوغان سيقول المرة القادمة إنهم من اخترعوا النار”.
وسخر علي باباجان زعيم حزب الديمقراطية والتقدم، من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقال إنه يحتاج إلى دروس في الرياضيات.
وتابع باباجان: إنه “من الضروري إعطاؤه درسًا في اللغة التركية، بدءًا من الأبجدية، ثم درسًا في الرياضيات، بدءًا من العداد، لأنه من الواضح أنه لا يعرف كيف يحسب”، مضيفا: “هل هناك اتجاه نزولي للتضخم ليقول إنه سينخفض أكثر”؟.
وأضاف: “لدي أخبار سارة وأخبار سيئة للسيد أردوغان. لنبدأ بالأخبار السارة: التضخم سينخفض بالتأكيد. النبأ السيئ: عندما يصل التضخم إلى أدنى مستوياته، لن يكون الرئيس هو السيد أردوغان. سيكون من دواعي سرورنا إخراج هذا البلد من الأزمة وخفض معدلات التضخم”.