في تغيير مفاجئ، انقلبت ميليشيات الحوثي على داعمتها الأولى إيران، لتطالب بمغادرة ممثل طهران من اليمن، بما يكشف وجود خلافات ضخمة بين الحوثيين وإيران.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية: إن ميليشيات الحوثي قررت الإطاحة بممثل إيران ورجلها في اليمن، بسبب وجود خلافات بين الحوثيين وطهران.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن عضوا بالحرس الثوري الإيراني تم تهريبه إلى اليمن العام الماضي، ويتولى منصب سفير للبلاد بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بينما يريد الحوثيون الآن إعادته إلى بلاده طهران.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين في الشرق الأوسط وغربيين، أن الحوثيين طلبوا من المملكة العربية السعودية السماح للدبلوماسي الإيراني الكبير بالعودة فورا إلى إيران، وهو طلب اعتبره المسؤولون السعوديون مؤشرا على وجود توترات بين طهران والميليشيات الانقلابية.
ونقلت عن مصادرها قولهم: إن الدبلوماسي الإيراني حسن إيرلو، انخرط بشدة في دعم الحوثيين في التخطيط لساحة المعركة، وتضاعف نفوذه في اليمن ليعزز رضوخ ميليشيات الحوثي لطهران وتنفيذ أجندتها.
وكشف مسؤول إقليمي أن المسؤول الإيراني “أصبح عبئا عليهم. إنه مشكلة سياسية”.
وتابع: إن السعوديين أخبروا الحوثيين أنهم لن يسمحوا لإيران بإدخال طائرة إلى اليمن لنقل إيرلو، ولكن يمكن له أن يرحل فقط على متن طائرة من عمان أو العراق.
وأشارت إلى أن الطلب الذي تقدم به الحوثيون إلى السعودية يأتي وسط تصاعد القتال في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام، مؤكدة أن التحالف العربي كثف غاراته الجوية في اليمن بعدما وصلت جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار إلى شبه طريق مسدود، مشيرة إلى أن المملكة بدأت استهداف المستشارين الإيرانيين وأعضاء حزب الله، الذين كانوا يعملون إلى جانب قوات الحوثي في اليمن، بحسب مسؤولين إقليميين.
وذكرت أن قادة ميليشيات الحوثي طلبوا خلال الأيام الأخيرة من المسؤولين السعوديين تصريحا لوضع إيرلو على متن رحلة العودة إلى طهران، وأكد الحوثيون للرياض أنهم لن يستبدلوا إيرلو بدبلوماسي إيراني جديد.
وأوضحت أن الحوثيين يهدفون السيطرة على مأرب، حيث تعتبر معركة حاسمة في الحرب، والتي يستهدف فيها الطرفان تحقيق نصر سريع.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن الحوثيين ينفذون الأجندة الإيرانية في المنطقة منذ سيطرة الميليشيات على صنعاء عام 2014 خلال الأيام الأولى للحرب، واستقبلت إيران سفيرا من الحوثيين إلى طهران عام 2019، ثم أرسلت إيرلو إلى صنعاء العام الماضي، فيما تتهم الرياض وواشنطن إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، ومستشارين عسكريين حولوا الميليشيات إلى تهديد كبير على المنطقة والملاحة الدولية.