بسبب المحاولات الفاشلة للحكومة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إنقاذ الليرة من الانهيارات المتتالية وتحسين الأوضاع الاقتصادية، تفقد العملة التركية يوما بعد يوم مزيدا من قيمتها أمام الدولار بصورة مخيفة للغاية.
وتراجع سعر صرف العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حيث اقترب سعر الدولار من خمس عشرة ليرة تركية، ما دفع البنك المركزي التركي للتدخل ببيع العملات الأجنبية في الأسواق، في محاولة للحد من تدهور سعر العملة الوطنية.
ويأتي ذلك وسط توقعات بأن يخفض البنك المركزي التركي مرة أخرى سعر الفائدة هذا الأسبوع، ورغم إصرار أردوغان على خفض أسعار الفائدة بحجة أن ذلك ضروري من أجل استقلال البلاد اقتصايا ونهضتها، بينما تشكك المعارضة في أرقام التضخم واحتياطي الصرف المعلنة من الحكومة، وسط حالة من ارتفاع الأسعار والغليان الشعبي.
وفقدت الليرة التركية حوالي 7% من قيمتها، لتكون 14.4 مقابل الدولار، مسجلة انخفاضا لمستويات قياسية، حيث أرجع خبراء أسواق المال ذلك التراجع إلى المخاوف المستمرة بشأن سياسة أردوغان الاقتصادية الجديدة “المجازفة” واحتمالات خفض أسعار الفائدة من جديد هذا الأسبوع، بينما تحاول الحكومة تهدئة مخاوف رجال الأعمال بعد انهيار العملة.
ومع ذلك الانهيار والأزمات الاقتصادية المتفشية بالبلاد، تراجعت بشدة شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المتمسك بقراراته الاقتصادية وسياسته النقدية، حتى في مسقط رأسه، بلدة ريزي الزراعية، حيث بدأ السكان يعيدون النظر في سياسة الحزب الحاكم، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأشارت الصحيفة إلى أن العملة المحلية فقدت حتى الآن، حوالي 45% من قيمتها، لذلك يشكك الأتراك في صواب القرارات الرئاسية، ولاسيما مع تضرر الطبقتين المتوسطة والفقيرة بشكل كبير إثر خفض الفائدة، بتوجيه من أردوغان.
وبحسب استطلاع أجرته بلومبيرغ وشمل 19 محللا، فمن المتوقع أن يخفض البنك سعر الفائدة الرئيسي بـ 100 نقطة أساس إلى 14%.