بعد عدة أشهر من ذلك الانفجار الضخم الذي هز طهران ووجود شكوك ضخمة بوقوف تل أبيب خلفه، التي نفت ذلك مرارا، ووجهت الاتهامات نحو مواطن إيراني، تبين أن إسرائيل هي المسؤولة عن تفجير مفاعل نطنز النووي الإيراني.
وكشفت صحيفة “ذا جيويش كرونيكل”، العبرية الصادرة في لندن، أن الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، تولت عمليات تجنيد لعدد من العلماء الإيرانيين بهدف تفجير في منشأة نطنز النووية التي نفذت في أبريل الماضي.
وقالت الصحيفة العبرية: إن “الموساد” خدع نحو 10 علماء إيرانيين، الذين وافقوا على خيانة بلادهم، من خلال المشاركة في تدمير أجهزة الطرد المركزي في المنشأة، حيث كانوا يعتقدون أنهم يعملون لصالح منظمات تمثل المعارضة الإيرانية في الخارج.
وتابع: إنه تم نقل كميات من المتفجرات إلى المنشأة من خلال طائرات بدون طيار، وتولى العلماء المجندون جمعها لوضعها في الأماكن المحددة، ثم نقلت كميات أخرى بشكل خفي في علب وجبات الطعام على متن السيارات التابعة للشركة التي تقدم خدمات نقل الطعام لطاقم المنشأة.
وأشار إلى أن التفجير أسفر عن تدمير 90% من أجهزة الطرد المركزي في المنشأة، ما عطّل عمل المنشأة لمدة 9 أشهر، وأبطأ “العمل على تطوير السلاح النووي”.
وبينت الصحيفة أن هذا العمل كان واحدا من عمليات الموساد الثلاث ضد المواقع النووية الإيرانية، استهدفت الأولى منها منشأة نطنز في يوليو 2020، والثانية في أبريل 2021، والثالثة شركة TESA لصناعة أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج شمال غربي طهران في يونيو الماضي.
وأكدت أن جميع تلك العمليات نفذها جهاز “الموساد” وحده، دون التعاون مع الولايات المتحدة، والتي أن التخطيط لها خلال 18 شهرا فريق من ألف خبير فني ومحلل وجاسوس، إضافة إلى العديد من العملاء في الميدان.
وسبق أن اتهمت السلطات الإيرانية المواطن الإيراني رضا كريمي الذي غادر البلاد، بتنفيذ العمل التخريبي في منشأة نطنز في أبريل الماضي.
وفي ١١ أبريل الماضي، انفجرت شبكة توزيع الكهرباء في منشأة تخصيب اليورانيوم المجودة بمفاعل “نطنز” النووي بها، بعد ساعات من إعلان تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة فيها، تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع.
فيما أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز النووية وسط إيران تعرضت لحادث، مشيرا إلى أن مجمع أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في نطنز تعرض لحادث، مشددا على عدم وقوع إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي نتيجة للحادث.
وقبل يوم من ذلك، كان الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني أعلن بدء تشغيل سلسلة من 164 جهازا للطرد المركزي من نوع “آي ار-6″، في مخالفة إيرانية جديدة لبنود الاتفاق النووي، رغم وجود مفاوضات حالية.
وأطلق الرئيس الإيراني تغذية بغاز اليورانيوم لسلسلتين أخريين تتضمن الأولى 30 جهازاً من نوع “آي آر-5″، والثانية 30 جهاز “آي آر-6″، لاختبارها، واختبارات للتحقق من “الاستقرار الميكانيكي” للجيل الأخير من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية “آي آر-9″، وهو ما من شأنه مضاعفة تخصيب اليورانيوم بصورة كبيرة.
وعقب ذلك الحادث، اتهمت إيران، إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم الذي أضر بأجهزة الطرد المركزي وتعهّدت بـ”الانتقام في الوقت والمكان” المناسبين.
بينما أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وقتها أن مجمع نطنز النووي تعرّض لـ”حادث”، وُصف بأنه “إرهابي” أدى إلى “انقطاع التيار الكهربائي” ولم يسفر عن “وفيات أو إصابات أو تلوث”.