في ٢٠ أكتوبر الجاري، تم الكشف عن رفض الولايات المتحدة تأكيد تعليق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن واشنطن قدمت عرضًا لأنقرة لبيع طائرات مقاتلة من طراز F-16، ليخرج اليوم، أول رد فعل رسمي على تلك المحاولات التركية.
طالب مشرعون أميركيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الرئيس جو بايدن، بالامتناع عن بيع طائرات “إف-16” المقاتلات الأميركية الشهيرة، لتركيا.
وأبدى المشرعون ثقتهم في أن الكونجرس سيعرقل صفقة من هذا القبيل، لمنع تمكين تركيا من تلك المقاتلات خاصة بعد علاقاتها مع روسيا.
وفي رسالة إلى الرئيس بايدن ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، أعرب 11 عضوا بمجلس النواب عن وجود “شعور عميق بالقلق” إزاء تقارير حديثة عن احتمال شراء تركيا 40 طائرة إف-16 جديدة من إنتاج لوكهيد مارتن و80 من معدات التحديث للطراز نفسه.
وأكد المشرعون أنه “في أعقاب إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان في سبتمبر أن تركيا ستشتري دفعة أخرى من منظومة الدفاع الصاروخي إس-400، فلا يسعنا أن نعرض أمننا القومي للخطر بإرسال طائرات أميركية الصنع إلى حليف.. يواصل التصرف كخصم”، وفقا لوكالة رويترز”.
وتضمنت الرسالة أننا “نثق أن الكونغرس سيقف صفا واحدا لمنع أي من هذه الصادرات في حالة مضي هذه الخطط قدما، لكن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل نقل أي عتاد عسكري متطور لحكومة تركيا في هذا التوقيت”.
ومن ناحيته، لم يصدر البيت الأبيض حتى الآن ردا على طلب للتعليق، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية: إن الوزارة لا تعلق على المراسلات مع الكونغرس.
وجاءت تلك المطالبات الأميركية، بعد تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه سيلتقي بنظيره الأميركي جو بايدن في جلاسكو على هامش “قمة المناخ”، مضيفا أن ملف مقاتلات “إف35-” سيكون البند الأهم في المحادثات.
وزعم أردوغان، قبل حوالي ١٠ أيام أن الولايات المتحدة اقترحت بيع طائرات مقاتلة من طراز F-16 لتركيا مقابل استثمارها في برنامج F-35، الذي سحبت أنقرة منه بعد شراء أنظمة دفاع صاروخي من روسيا، مدعيا أن واشنطن قدمت عرض F-16 مقابل دفع تركيا 1.4 مليار دولار لبرنامج مقاتلة F-35 المشترك.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في تصريحات صحفية: إن ما يمكنني قوله هو أن الولايات المتحدة لم تقدم أي عروض تمويل بشأن طلب تركيا من طراز F-16.
وفيما يخص تلك الأموال التي ذكرها أردوغان، أوضح برايس أنه: “تواصل وزارة الدفاع المشاركة في آلية تسوية المنازعات مع تركيا بشأن طائرات F-35، لكنني لن أفعل ذلك. حكمًا مسبقًا على النتيجة “.
وكشفت رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن تركيا قدمت طلبًا إلى الولايات المتحدة لشراء 40 طائرة مقاتلة من طراز F-16 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن وحوالي 80 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية.
كما أنه في السابق، طلبت أنقرة أيضًا أكثر من 100 طائرة من طراز F-35، من صنع شركة Lockheed Martin Corp (LMT.N)، لكن الولايات المتحدة أزالت تركيا من البرنامج في عام 2019 بعد أن حصلت على أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية S-400.
شهدت الشراكة القائمة منذ عقود بين حلفاء الناتو اضطرابات غير مسبوقة في السنوات الخمس الماضية بسبب الخلافات حول السياسة السورية، وعلاقات أنقرة الوثيقة مع موسكو، وطموحاتها البحرية في شرق البحر المتوسط، واتهامات الولايات المتحدة ضد بنك تركي مملوك للدولة، وتآكل الحقوق والحريات في تركيا.
كما أدى شراء أنقرة لمنظومة S-400 إلى فرض عقوبات أميركية. في كانون الأول (ديسمبر) 2020، حيث أدرجت واشنطن مديرية صناعة الدفاع التركية على القائمة السوداء ورئيسها إسماعيل دمير وثلاثة موظفين آخرين.
وفي مطلع أكتوبر، كشفت مصادر أن سلاح الجو التركي يعاني من تدهور بالغ في قدراته، لذلك قدمت تركيا طلبا جديدا إلى الولايات المتحدة لشراء 40 طائرة مقاتلات “إف-16″، لشركة لوكهيد مارتن، بهدف تحديث إمكانات قواتها الجوية بعد فشل شراء طائرات “إف-35”.
وأشارت إلى أن تلك الصفقة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، بانتظار موافقة وزارة الخارجية الأميركية والكونغرس، الذي يمكن أن يرفض الصفقة بسبب الغضب تجاه تركيا في السنوات القليلة الماضية وسجلها الأسود في حقوق الإنسان.
ومنذ أيام، لوّحت الولايات المتحدة بعواقب لم تحدد طبيعتها لكنها قد لا تخرج عن سياق عقوبات جديدة في حال واصلت تركيا شراء أسلحة من روسيا بينها منظومة الدفاع “إس 400” التي سممت أول صفقة منها العلاقات الأميركية التركية.
وفي سبتمبر الماضي، حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشلا ذريعا في زيارته إلى نيويورك بشأن العلاقات مع إدارة الرئيس جو بايدن، أثناء مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الأسبوع.
جدير بالذكر أنه منذ تولي بايدن الرئاسة الأميركية وتشهد العلاقات مع تركيا توترا بالغا، حيث سبق أن وصف الرئيس الأميركي نظيره التركي بأنه “مستبد”، في أحد الحوارات الصحفية مع “نيويورك تايمز”، حينما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي، وتفاقم الخلاف بسبب ملفي دعم الولايات المتحدة للأكراد، واعتراض واشنطن على شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية “إس -400”.