يبدو أن تركيا تستميت لأجل إعادة العلاقات مع مصر، ولا تريد أي تعكير لمجرى الجولة الثانية من المباحثات الاستكشافية التي جرت هذا الشهر بأنقرة، بعد توقف عدة أشهر، لذلك تتمسك بوعودها لإثبات جديتها.
لذلك تلتزم تركيا بالقيود التي فرضتها على الإخوان منذ عدة أشهر، لأجل استعادة علاقاتها مع مصر، وهو ما تمثل اليوم، عبر إيقاف برنامج الإعلامي هيثم أبو خليل، القيادي السابق بالإخوان، ومقدم برنامج “حقنا كلنا” عبر قناة الشرق، مجددا، بعد إساءته للمشير محمد حسين طنطاوي عقب رحيله أمس، ما ولد غضبا مصريا ضخما.
وكتب الإعلامي الإخواني هيثم أبو خليل، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن إدارة قناة الشرق أبلغته بإيقاف برنامجه وعدم ظهوره مرة أخرى عبر شاشة القناة، قائلا: “تم إبلاغي بعدم الظهور على قناة الشرق مرة أخرى”.
وقبل ساعات من إعلانه لذلك القرار، نشر أبو خليل صورة من تقديمه لإحدى حلقات البرنامج، وكتب عليها تعليقا بـ: “هل حان الآن وقت الوداع؟”، ما يكشف تلقيه أخبارا مسبقة عن قرار القناة بالتوقف مجددا.
ويأتي ذلك، بعد ساعات من هجومه على المشير الراحل محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي عقب الإعلان عن وفاته بالأمس.
ويأتي ذلك بعد قرار تركيا بوقف برامج الإعلاميين معتز مطر، ومحمد ناصر، وهشام عبد الله عبر قنوات الشرق ومكملين، ضمن إجراءاتها لتحسين علاقاتها مع مصر، إلا أن الإعلاميين الإخوان لجؤوا إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لبث المحتوى الذي كان يجري تقديمه عبر تلك القنوات، وفي 25 يونيو الماضي أعلن محمد ناصر توقف برنامجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبقه في ذلك معتز مطر أيضا بناء على طلب السلطات التركية.
وأجريت جولة المباحثات الاستكشافية الثانية بين مصر وتركيا، التي عقدت في أنقرة للمرة الأولى، وجرت يومي ٧ و٨ سبتمبر الجاري، حيث قال رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي: إنه يمكن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تركيا هذا العام إذا تم حل القضايا العالقة.
وسبق تلك الجولة التي تأتي بعد 4 أشهر من الأولى، تغليظ تركيا لقراراتها ضد الإخوان، حيث قررت منع المتورطين بقتل النائب العام المصري من المغادرة، وفرضت قيودا جديدة على يحيى موسى وعلاء السماحي، بالإضافة لكونها وجهت أفراد الإخوان بإغلاق عدد من مراكزه في تركيا، وإخلاء عدد من مقاره في إسطنبول، كما أجرت مفاوضات بشأن تسليم 15 قياديا إخوانيا من المدانين في جرائم إرهابية، وإنهاء كافة أنشطة الإخوان بالبلاد، ووضع بعضهم تحت الإقامة الجبرية.
ومنذ فبراير الماضي، تحاول تركيا بكل السبل إعادة العلاقات مع مصر، والتي بدأت بالتودد والمغازلة عبر العديد من التصريحات ثم تقييد أنشطة الإعلام الإخواني بإسطنبول ومنع منح الجنسيات لهم وتهديد قادتهم، لتسارع الزمن من أجل أول زيارة مرتقبة من أنقرة للقاهرة بمايو المقبل.