ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يثير تناقضات عديدة في قراراته وتصريحاته، ما يثبت ازدواجيته البالغة، خاصة مع القضية الفلسطينية.
وفي آخِر تناقضات أردوغان بشأن القضية الفلسطينية، ووقعت اللجنة التوجيهية الوطنية التركية الأمريكية (TASC)، ذات العلاقات الوثيقة مع حكومة التركية، إعلانًا مشتركًا مع غرفة التجارة اليهودية الأرثوذكسية (OJC) لدعم التجارة المعززة مع إسرائيل والسلام الإقليمي وإدانة جماعة مؤيدة للفلسطينيين.
وزعمت المنظمتان أن مساعيهم إلى دعم السلام والازدهار الإقليمي من خلال مبادرات عديدة، ووعدوا بالوقوف معا ضد “التحيز والكراهية ومعاداة السامية وكراهية الإسلام ومعاداة تركيا”.
تروج TASC لنفسها بأنها مجموعة تعليمية ودعوية للأميركيين الأتراك وأنها لديها علاقات أفضل بين الولايات المتحدة وتركيا، لكنها اشتهرت بتوجيه آراء الحكومة التركية في بياناتها العامة وعلى شبكتها التلفزيونية TASC-TV، وشاركت أيضًا في تنظيم حملات عامة لدعم تركيا.
وكشف موقع “أحوال” التركي أنه عارض كل من TASC و OJC حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي يقودها الفلسطينيون، والتي شنت حملات في الدول الغربية ضد تجارة إسرائيل من الأراضي المحتلة، وفقًا لما قاله OdaTV ومتين غوركان، وهو عضو مؤسس في حزب الديمقراطية والتقدم التركي ( DEVA)، الذي نشر نسخة من الإعلان المزعوم على Twitter، مؤكدا أن “حركة المقاطعة تشجّع التطرف وتشجع الناس الذين تزعم حركة المقاطعة أنها تمثلهم”.
وتابع أن تركيا تحاول إصلاح العلاقات مع إسرائيل والدول العربية بعد انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تراجعت بسبب قضايا من بينها إدانة الأخير لإسرائيل وعلاقة تركيا المتصدعة مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وحلفاء إقليميين آخرين للولايات المتحدة.
ويأتي ذلك التناقض التركي، تزامنًا مع مرور عام على الاتفاق الإبراهيمي بين إسرائيل والإمارات، الذي رفضه أردوغان بشدة وقتها، وزعم حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنه “انتحار سياسي” ضد القضية الفلسطينية، بينما ترتبك تركيا بعلاقات ضخمة مع إسرائيل ولم تسعَ مطلقًا لحل القضية الفلسطينية.