بالرغم من وجود خمسة وزراء في حكومتها ملطخة أيديهم بالدماء، وأحدهم موضوع على قوائم الإرهاب الدولي، اتجه وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن إلى العاصمة الأفغانية كابول، لإجراء محادثات مع قادة حكومة طالبان الإرهابية.
وأعلن متحدث من حركة طالبان أن وزير خارجية قطر أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الذي عينته طالبان يوم الأحد، في أول زيارة يقوم بها مسؤول أجنبي لكابول منذ سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية الشهر الماضي.
فيما كشفت مصادر مطلعة، أن محمد عبدالرحمن آل ثاني، نقل معه خلال سفره إلى أفغانستان حقائب دبلوماسية، بها مبالغ طائلة لمساندة الحركة وتقديم دعم مالي لها، لمواجهة التحديات الاقتصادية.
وأكدت المصادر لـ”ملفات عربية”، أن وزير الخارجية القطري عقد صفقة مع طالبان تتضمن استمرار الأموال القطرية، في مقابل تسهيل طالبان عمل قطر وتركيا في مطار كابول.
ووفقا لمراقبين، فإن زيارة الدبلوماسية القطرية إلى طالبان، تؤكد اعتراف قطر رسميا بحكومة الحركة الإرهابية، في الوقت الذي أعلنت فيه كل من بريطانيا وأميركا أن الاعتراف بطالبان أمر مستحيل في الوقت الحالي.
وتعد قطر إحدى أكثر الدول نفوذا على حركة طالبان، ولعبت الدور الأبرز في دعم الحركة لإعادة سيطرتها على أفغانستان، بعد إعلان القوات الأميركية الانسحاب الكامل.
والعاصمة القطرية الدوحة هي أيضا مقر المكتب السياسي لطالبان الذي أشرف على المفاوضات مع الولايات المتحدة التي أفضت في نهاية المطاف إلى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
كما أن دور قطر في عودة طالبان للسيطرة على أفغانستان، لم يتوقف على الدعم الإعلامي واستضافة قياداتها في العاصمة الدوحة، بل تخطى الأمر ذلك ووصل للتمويل المباشر، وهو ما كشفه الرئيس السابق للأمن الوطني الأفغاني، رحمة الله نبيل في أكثر من مناسبة.