ذات صلة

جمع

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

روسيا: نقل أسلحة نووية إلى كييف يهدد بصراع من نفس النوع

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في الصراع الروسي الأوكراني...

مصادر: ” نعيم قاسم” يختار “محمد رعد” نائبًا له بحزب الله

يتجه نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله اللبناني...

قبل عيد الشكر.. ضغوط على تل أبيب لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار...

“بي بي سي” يكشف دور قطر وتركيا في ترسيخ حكم طالبان

العلاقة بين تركيا وقطر وطالبان، باتت شديدة الإثارة للجدل ولفتا للأنظار، خاصة مع سيطرة الحركة المتطرفة على أفغانستان، ما يهدد البلاد بأن تكون معزولة عالميا، وأن يشهد ملايين الأفغان مستقبلا غامضا.

 

وفي خضم تدافع القوى العالمية للعب دور في أفغانستان، أشار موقع “بي بي سي” البريطاني أنه برزت دولتان من العالمين العربي والإسلامي باعتبارهما وسيطتين تعملان على تسهيل الأمور وهما قطر وتركيا، مؤكدا أنه تستفيد كلتاهما من تاريخ حديث من العلاقات مع طالبان. وترى كلتاهما الفرص المتاحة، لكن كلتيهما تجازفان أيضاً وهذا الأمر من شأنه أن يغذي التنافسات القديمة في الشرق الأوسط.

 

 

وقال “بي بي سي” في تقريره بعنوان “أفغانستان: قطر وتركيا تمثلان حبل نجاة لحركة طالبان وحلقة وصل لها بالعالم الخارجي”، إن المسؤولين في الدوحة التي تعد دولة صغيرة وفروا حبل نجاة لدول تحاول البحث عن مخرج.

 

ومع فرار الدول الغربية من كابل، بات ينظر إلى سيل التغريدات في صفحة المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، لؤلؤة الخاطر، بوصفه حزاماً ناقلاً يعيد نشر تغريدات الإشادة من القوى الدولية، حيث كتبت في وقت سابق من هذا الشهر تقول: إن “قطر.. تواصل كونها وسيطاً موثوقاً في هذا الصراع”.

 

وأكد “بي بي سي” أن مدّ جسر على الطريق المؤدي إلى طالبان يتضمن مخاطر بالنسبة للمستقبل، بما في ذلك القدرة على مفاقمة أحد خطوط الصدع في الشرق الأوسط، فتركيا وقطر أقرب إلى الحركات الإسلامية في المنطقة، الأمر الذي يخلق توتراً بشكل متكرر مع القوى التي ترى في هذه الجماعات تهديداً وجودياً لها.

 

ونقل الموقع البريطاني، عن دينا أسفندياري، وهي مستشارة بارزة في مجموعة الأزمات الدولية، قولها: إن “لم يستطع أحد أن ينفذ أي عملية إجلاء كبيرة من أفغانستان بدون تدخل قطري بصورة أو بأخرى”، مضيفة أن “أفغانستان وطالبان ستمثلان انتصاراً كبيراً (لقطر)، ليس لأنهما تثبتان بأن القطريين قادرون على التوسط مع طالبان، وإنما لأن ذلك يجعلهم لاعباً جدياً بالنسبة للدول الغربية المنخرطة في الأمر”.

 

وعندما سعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إنهاء الحرب، استضافت قطر قادة من طالبان لبحث جهود السلام بدءا من العام 2011، وكانت العملية مثيرة للجدل ومتقلبة، والذي أثار منظر علم طالبان وهو يرفرف في ضواحي الدوحة الراقية حفيظة الكثيرين الذين عمدوا إلى تقصير سارية العلم بعد طلب أميركي بهذا الخصوص.

 

وبالنسبة للقطريين، فقد ساعدت على تنمية طموح عمره ثلاثة عقود بامتلاك سياسة خارجية مستقلة والتي تعتبرها ضرورية لدولة تقع بين القطبين الإقليميين المتمثلين في إيران والسعودية، وبرزت تلك المحادثات في الدوحة بالتوصل إلى الاتفاق الذي وقع العام الماضي في عهد الرئيس دونالد ترامب والذي ينص على الانسحاب الأميركي من أفغانستان بحلول مايو من هذا العام. وأعلن جو بايدن، بعد توليه مهام منصبه، إنه مدد الموعد النهائي للانسحاب الكامل إلى 11 سبتمبر الجاري.

 

ولذلك اعتبر الموقع أن قطر، تأمل في أن تلعب دورها كوسيط على تقليل سنوات الاضطرابات في الخليج بدلاً من أن يفاقمها.

 

أما عن تركيا، التي لديها علاقات تاريخية وعرقية قوية في أفغاستان، حاضرة على الأرض هناك بقوات غير قتالية بصفتها العضو الوحيد بغالبية إسلامية في حلف الناتو، وبحسب محللين، فإنها تمكنت من تطوير علاقات استخبارية وثيقة مع بعض الميليشيات المرتبطة بطالبان.

 

وأكد “بي بي سي” أن عدة دول حاولت البقاء على شكل من أشكال التواصل مع طالبان منذ أن بسطت سيطرتها على كابل، وبخاصة عبر قناة الدوحة، لكن تركيا هي من بين تلك الدول التي لديها وضع أقوى لتطوير علاقات على الأرض، وإن كان وضعاً محفوفاً بالمخاطر.

وتعليقا على ذلك، يرى البروفيسور أحمد هاشم هان، الخبير في العلاقات الأفغانية في جامعة ألتينباس في إسطنبول، أن التعامل مع طالبان يقدم فرصة للرئيس أردوغان، مضيفا أن “طالبان تحتاج إلى استمرار المعونات الدولية والاستثمار من أجل الحفاظ على قبضتها على السلطة، فحركة طالبان ليست قادرة حتى على دفع رواتب موظفي حكومتها اليوم”.

 

وقال: إن تركيا قد تحاول وضع نفسها في وضعية “الضامن أو الوسيط أو الجهة الميسرة للأمور” -أو كوسيط أكثر موثوقية من روسيا والصين- اللتين تركتا سفارتيهما مفتوحتين في كابل، مشيرا إلى أن تعميق العلاقات في أفغانستان يُتيح للرئيس أردوغان “توسيع رقعة الشطرنج” الخاصة بسياسته الخارجية واللعب بطريقة تروق للقاعدة الشعبية المؤيدة لحزبه، حزب العدالة والتنمية.

 

وفي الوقت الراهن، وفي ظل وضع مجهول بالنسبة لشعب أفغانستان، فإن قطر وتركيا تعتبران من بين أولئك الذين يتحدثون إلى طالبان نيابة عن كثيرين في العالم الخارجي، بينما تنافس الصين وروسيا أيضاً من أجل الوصول إلى كابل مستقبلاً.

spot_img