منذ أقل من شهر، بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، وتواتر الأحداث العالمية، سارعت قطر من خطاها لدعم الحركة المتطرفة وتقديم كل سبل الدعم لها وتذليل العقبات العالمية، وهو الدور الذي سعت لممارسته على مدى عدة أعوام، منذ احتضانها مكتب طالبان بالدوحة في ٢٠١٣.
ومنذ ذلك الحين تلعب قطر دورا ضخما في المفاوضات مع طالبان، تحت ستار إجراء مفاوضات السلام والذي استعملته لمد الحركة بالدعم المالي والعسكري، للعودة إلى الحكم مجددا.
وفي أحدث تلك الخطوات القطرية لتسهيل مهمة طالبان من أجل السيطرة الكاملة على أفغانستان، وإكسابها صبغة شرعية، والتي برزت بشدة خلال الساعات الماضية، هو وصول طائرة قطرية بها فريق فني في كابول، اليوم الأربعاء.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر مطلع، قوله إن الطائرة ستتولى مهمة مناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية، بالإضافة إلى تقديم المساعدة بعد سيطرة طالبان وانسحاب القوات الأجنبية.
وأكد المصدر أن الطائرة القطرية تحمل فريقا فنيا حطت في كابول لمناقشة استئناف العمليات في المطار، مضيفا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تقديم المساعدة الفنية، ولذلك أطلق الفريق الفني القطري هذا النقاش بناء على طلب الطرف الآخر.
ويأتي ذلك، بعد أن دعت قطر، في وقت سابق اليوم، حركة طالبان إلى ضمان ممر آمن للراغبين بالخروج من أفغانستان، بعد الانسحاب الأميركي.
كما أجرت قطر عدة اتصالات مع دول أخرى لمساندة طالبان، وتسهيل مهمتها في السيطرة ومساعدتها على أكمل وجه، وتمهيد الطريق أمامها وإجراء مفاوضات مع الدول الأخرى لتكون ذراعها بآسيا، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الهولندية، سيغريد كاغ، في الدوحة أن بلادها قررت نقل سفارتها من كابول إلى العاصمة القطرية، بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقالت الوزيرة الهولندية، في مؤتمر صحافي مع نظيرها القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنها “طلبت من قطر الموافقة على نقل سفارة هولندا من كابول إلى الدوحة.
ويأتي اختيار نقل المهمة الدبلوماسية إلى الدوحة، لرغبة قطر التي تعلب دورا رئيسيا في المحادثات مع طالبان، في ضمان سيطرة الحركة واستقطاب الأطراف المعادية لها للتمهيد من أجل إجراء محادثات لتحسين الأوضاع مستقبلا.
وسبق ذلك الأمر، خطوة أخرى لعبتها الدوحة، في أول تواصل رسمي منذ سيطرة الحركة على أفغانستان، حيث أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن سفير الهند في قطر أجرى محادثات مع قيادي كبير في طالبان، أمس الثلاثاء.
وقالت وزارة الخارجية إن السفير ديباك ميتال التقى مع شير محمد عباس ستانيكزاي رئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة بناء على طلب الحركة، مؤكدة أن الجانبين ناقشا سلامة الهنود الذين ما زالوا في أفغانستان.
وجاء ذلك في ظل مخاوف الهند من طالبان بسبب علاقاتها الوثيقة مع خصمها اللدود باكستان، لذلك مع سيطرة الحركة على أفغانستان ببداية الشهر الجاري، أغلقت الهند، قنصليتها في البلاد، وكان آخرهم مزار الشريف، أكبر مدينة في شمال أفغانستان، مع عمليات إجلاء لرعاياها.