في الوقت الذي تواجه فيه قطر انتقادات دولية ضخمة بسبب معاناة اللاجئين الأفغان، تجددت الأزمات بشأن العمال المهاجرين.
وطالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، قطر بالتحقيق في ملابسات وفاة العديد من العمال المهاجرين.
وأكدت المنظمة الدولية وجود “أدلة واضحة على تقاعس قطر المزمن عن تفادي حالات وفاة العمال الأجانب والتحقيق فيها والتعويض عنها”، في انتقاد لاذع للدوحة.
وجاء ذلك في تقرير العفو الدولية بعنوان “في مقتبل العمر: تقاعس قطر عن التحقيق في حالات وفاة العمال الأجانب والتعويض عنها وتفادي حدوثها”،
وفندت المنطقة لقطر ذلك التقاعس، حيث قالت إنه “على مدى العقد الماضي، توفي آلاف العمال الأجانب، بشكل مفاجئ وغير متوقع، في قطر، على الرغم من اجتيازهم الفحوصات الطبية الإلزامية قبل السفر إلى البلد”.
وأوضحت أن تقريرها “تضع آلاف الوفيات التي لا تفسير لها في صفوف العمال الأجانب طيلة العقد الماضي في سياق مقلق جدا”، مضيفة أنه “لا يزال من الصعب للغاية معرفة عدد الأشخاص الذين توفوا نتيجة لظروف عملهم؛ لأن السلطات القطرية، في معظم الحالات، لا تحقق في السبب الكامن وراء وفاتهم”.
وأشارت إلى أنه: “في شهادات الوفاة عادة أن الوفاة لـ’أسباب طبيعية‘ أو ’سكتة قلبية‘ – وهي أوصاف لا معنى لها تقريبا في إثبات الوفيات – وبالتالي لا يتم وصل الوفاة بظروف عملهم”.
وذكرت أنها حللت 18 شهادة وفاة صدرت عن السلطات القطرية بين عامَيْ 2017 و2021، بينها 15 شهادة استخدمت فيها مصطلحات غامضة بينها “قصور في القلب غير محدد” و”فشل تنفسي حادّ لأسباب طبيعية”.
فيما نقلت عن ديفيد بيلي، الاختصاصي في علم الأمراض وعضو “مجموعة العمل المعنية بشهادة الوفاة” في منظمة الصحة العالمية، تأكيده أنه “بشكل أساسي، فإن الجميع يموتون في النهاية بسبب فشل في الجهاز التنفسي أو القلب. هذه العبارات لا معنى لها إن لم تُقرن بتفسير للسبب”.
وطالبت العفو الدولية السلطات القطرية بضرورة “بإجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف في جميع حالات وفاة العمال الأجانب وإنشاء آلية لتقديم تعويض كاف لأسر جميع العمال الأجانب المتوفين الذين ربما أسهمت أوضاع عملهم في وفاتهم”.
جدير بالذكر أنه في فبراير الماضي، كشفت صحيفة “جارديان” البريطانية، أن أكثر من 6500 عامل مهاجر لقوا حتفهم في قطر منذ 2010، العام الذي حصلت فيه الدولة الخليجية على شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، بينما ادّعت الدوحة عدم صحة تلك المعلومات.
وكثيرا ما وجّهت المنظمات الحقوقية الدولية إلى قطر انتقادات بسبب الظروف التي يعمل فيها مئات آلاف العمّال، خاصة الآسيويين منهم، في مواقع بناء المنشآت الضخمة التي ستستضيف نهائيات كأس العالم 2022.