رغم الظروف المريرة التي يمر بها الأفغان، بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، واستغلال عدة أطراف خارجية للأحداث، إلا أنه كان لقطر دور لم يتوقعه أحد خلال تلك الأزمة.
مع بداية سيطرة طالبان، التي تحتضن قطر قياداتهم منذ أعوام على أرضها، خرجت الدوحة لتعلن استقبال اللاجئين الذين تم الكشف لاحقا عن تردي أوضاعهم في قاعدة العديد بشدة والانتهاكات الجسيمة التي يعانون منها.
المثير للجدل أنه أثيرت شكوك حاليا بأن قطر لم تنقل فقط الأفغان، وإنما أيضا كان من بينهم عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم داعش والقاعدة، وهو ما تبين صحته لاحقا، حيث حرصت الدوحة على نقل المتطرفين بين المدنيين الآخرين مثل الفنانين والنساء، من أجل الاستفادة منهم واستضافتهم في قطر، حتى تتمكن من إدارة المشهد الأفغاني بكل تقسيماته.
وكشفت موقع “ديفينس وان”، نقلا عن مسؤول أميركي قوله إن مراقبي الأمن في قاعدة العديد الجوية في قطر اكتشفوا أن واحدًا على الأقل من الأفغان الذين تم إجلاؤهم من مطار كابول له صلات محتملة بداعش.
وأضاف المسؤول الأميركي أنه بسبب تلك الشكوك تم سحب هؤلاء الذين تم إجلاؤهم جانبًا لإجراء مزيد من الفحص، وتم فحصهم بالفعل من خلال عملية تأشيرة الهجرة الخاصة، مشيرا إلى أنه في حالة واحدة على الأقل ، فإن الشخص الذي تم إجلاؤه “يبدو كعضو محتمل في داعش”، وهو مازال قيد البحث.
وتابع أنه تم إجلاء ما لا يقل عن 6000 من الأفغان الهاربين إلى العديد ونُقل آلاف آخرون إلى قواعد انطلاق مؤقتة أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا بواسطة الطائرات العسكرية الأميركية، وفي تلك القواعد، يقوم مراقبو الجمارك ودوريات الحدود بفحص بطاقات هوية الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وبيانات القياسات الحيوية مقابل قواعد بيانات إنفاذ القانون.
كما أكد مسئول أميركي آخر أن نظام التعرف البيومتري الآلي التابع لوزارة الدفاع حدد ما يصل إلى أن 100 من أصل 7000 أفغاني تم إجلاؤهم كمتلقين محتملين لتأشيرات الهجرة الخاصة، تبين أنهم مدرجون في قوائم مراقبة وكالات الاستخبارات.
وبعد أن اشتبه الأميركيون في نقل قطر للإرهابيين، سارعت الدوحة لتدارك الأمر، من خلال إعلانها الكشف عن 100 داعشي بين الأفغان الذين تم إجلاؤهم.
وتحاول قطر الاستفادة من الإرهابيين بين الأفغان المقرر نقلهم إلى أميركا، حيث نقلت دواعش وأفراد القاعدة، حيث تهدف إدارة المشهد الأفغاني بكل تقسيماته والتأثير عليه من خلال استغلالهم، فضلا عن الزج بهم إلى الولايات المتحدة لتنفيذ أغراضها من التجسس وإحداث عمليات الفتنة والبلبلة وحتى إن وصل الأمر إلى العنف، حيث يقدم النظام القطري للإرهاب دعما ضخما في مختلف المجالات، سواء المادي والإعلامي واللوجستي لتسهيل تنفيذ عملياتهم وجرائمهم الإرهابية، بالإضافة إلي توفير مخصصات مالية لإيوائهم وإعالتهم.
ومن المقرر أن يأتي الآلاف من هؤلاء الأفغان إلى الولايات المتحدة، حيث سيتم إيواؤهم في البداية في العديد من القواعد العسكرية ، مثل فورت بليس في تكساس ، وفورت ماكوي في ويسكونسن وفورت لي في فيرجينيا.
وتتضمن الإجراءات الأميركية فحوصات أمنية بيولوجية وبيوجرافية أجراها متخصصوهم في الاستخبارات وإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب للسماح للأفغان بدخول الولايات المتحدة.
وخلال الأيام الماضية، سادت حالة غضب ضخمة بسبب أوضاع اللاجئين الأفغان في قطر، حيث تم تكدسهم في منطقة قاعدة العديد الأميركية بالدوحة دون أي خدمات أو متطلبات إنسانية أو تكييف في درجات الحرارة العالية بالدوحة، خاصة مع توفير كميات بسيطة من الطعام وعدم مراعاة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.