ذات صلة

جمع

وثيقة مسربة.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن الاستنفار الأمني التام في طهران

بسبب التهديد الإسرائيلي بشن "هجوم كبير جدًا" على إيران...

“هآرتس”: الكشف عن تفاصيل شبكة الجاسوسية الإيرانية في إسرائيل

أعلنت الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن تفكيك شبكة من...

حماس تعيد تدوير مخلفات الجيش الإسرائيلي لتصنيع قنابل “مُدمرة”

تُعرف حركة حماس بقدرتها على التكيف والتطوير في مواجهة...

هل ترك نعيم قاسم حزب الله وغادر إلى إيران خوفًا من اغتياله؟.. مصادر تكشف مكانه

بسبب استهداف إسرائيل المكثف لقادة حزب الله واغتيالهم، بالإضافة...

بسبب الأزمات الداخلية والانعزالية.. هل تتخلى أميركا عن أفغانستان مستقبلاً؟

أشعلت الأزمة الأفغانية عدة أطراف في العالم ليتم تسليط الضوء لتحليل تلك الأحداث وأسبابها وتوابعها، حيث قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية: إنه من المحتمل أن تتخلى أميركا عن أفغانستان خلال الفترة المقبلة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقريرها اليوم أن التاريخ المعاصر شهد فترات متباينة بين التدخلات الأميركية في الخارج وفترات عزلة ساد فيها شعار “أميركا أولا”، لذلك فإن الأحداث في أفغانستان تظهر أن أميركا ربما تميل قريباً إلى صب جل تركيزها على قضاياها الداخلية.

وأكدت أن جو بايدن ودونالد ترامب سياسيان مختلفان تمامًا، ولكن يجمعهم سياسة واحدة مهمة للغاية وهي الالتزام بإنهاء “الحروب الأبدية” للولايات المتحدة، حيث بدأ ترامب المفاوضات مع طالبان ووعد بسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان في عام 2021، فيما كان بايدن هو الذي أوصل هذه العملية إلى نهايتها الفوضوية.

وتابعت أن سقوط كابول في أيدي مقاتلي طالبان يرجح أن المستقبل يسير في اتجاه واحد نحو أميركا أكثر انطوائية من أي وقت مضى، وسبق أن حدث ذلك حيث إنه ولأكثر من قرن من الزمان، كان موقف أميركا من التدخل العسكري في الخارج متبايناً بين فترات من التدخل النشط تلتها فترات انسحاب، لذلك مرجح أن تمثل نهاية الحرب الأفغانية دورة جديدة من دورات ضبط النفس والانعزالية الأميركية.

وأشارت إلى أن التدخل الأميركي في الحرب العالمية الأولى عام 1917 أثار جدلا واسع النطاق في الداخل وخلق شعار “أميركا أولاً”، الذي تبناه ترامب، من قبل الانعزاليين في فترة ما بين الحربين، والذين عارضوا دخول الولايات المتحدة في حرب عالمية ثانية، حتى أن تأثيرهم ظل قوياً لدرجة أن فرانكلين روزفلت، الرئيس الأميركي وقتها، لم يكن قادراً على دفع الولايات المتحدة إلى الحرب إلا بعد أن تعرضت أميركا لهجوم في مدينة بيرل هاربور، وفيما بعد أدت كارثة فيتنام إلى فترة جديدة من ضبط النفس الأميركي انتهت بحرب الخليج الأولى عام 1991، بعد أن غزا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت.

وأردفت الصحيفة البريطانية أن الآن توجد دورة جديدة من ضبط النفس داخل الأوساط الأميركية؛ حيث إن إخفاقات الحروب في العراق وأفغانستان هيأت الأسباب الأساسية التي دفعت الولايات المتحدة لأن تتجه إلى الداخل مرة أخرى، لكن قرار بايدن بتقليص خسائر أميركا في أفغانستان نبع أيضًا من الحاجة إلى تركيز موارد الولايات المتحدة على صراع ناشئ مع الصين.

ولفتت إلى أن بايدن يعتقد بأن عليه إنقاذ الديمقراطية في الولايات المتحدة نفسها، ولا يرغب في أن يزج باسمه في “حروب أبدية”، رغم أن كارثة أفغانستان قد لا تمحي التدخل الأميركي من على طاولة الأحداث الدولية إلى الأبد.

وأوضحت أنه يوجد حاليا جدل بشأن استخدام أميركا للقوة العسكرية لتحقيق أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي لن يتم تحقيقه بشكل قاطع لعدم وجود خيارات مثالية على الإطلاق، حتى الانعزاليون المعاصرون، حسبما قالت الصحيفة، يقبلون بأن تستمر الولايات المتحدة في استخدام القوة ضد التهديدات الإرهابية في الخارج، ولكن من خلال ضربات الطائرات بدون طيار التي كانت تفضلها إدارتَا الرئيسين السابقين، باراك أوباما ودونالد ترامب.

وترى الصحيفة أن نظام التحالف الأميركي سيظل يدعم الاستقرار الجيوسياسي في آسيا وأوروبا من منطلق الاعتقاد بأن الولايات المتحدة سوف تستخدم، في نهاية المطاف، القوة للدفاع عن حلفائها، وحتى بعد أفغانستان، لن تتخلى أميركا عن هذا الالتزام.

spot_img