منذ الإطاحة ببنيامين نتنياهو وانتخاب حكومة إسرائيلية جديدة، وتحالف الممثل الإخواني منصور عباس في ذلك، برز دور التنظيم الإخواني المزدوج في تل أبيب بشدة.
وفي مقال بصحيفة “جورازليم بوست” الإسرائيلية لبنجي ليفي، أشاد بدور الإخوان في سلك الأمر الذي اعتبره سيوحد إسرائيل.
ويعتبر بنجي ليفي، هو أحد مؤسسي Israel Impact Partners، الذي يعمل على تحسين المؤسسات غير الربحية نيابة عن المحسنين البارزين، وشغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة Mosaic United، الشركة المشتركة بين حكومة إسرائيل وفاعلي الخير لتحسين الهوية اليهودية على مستوى العالم، وكان عميد كلية موريا في سيدني بأستراليا، إحدى أكبر المدارس اليهودية في العالم.
وأكد ليفي في مقاله، أنه من السهل الدعوة إلى الوحدة، ولكن الجزء الصعب هو ترجمتها إلى عمل، مضيفا: أنه “كانت لحظة رائدة في تاريخ إسرائيل، حينما وقع زعيم الحزب الإسلامي صفقة مع الابن العلماني لأحد الناجين المناهضين للدين من الهولوكوست لتأسيس حكومة تغيير بقيادة أول رئيس وزراء صهيوني متدين لدولة إسرائيل”.
وتابع: كانت رؤية قادة من مختلف الأطياف يتخطون معسكراتهم الأيديولوجية لكسر الجمود السياسي صدمة للكثيرين، ومع ذلك، على الرغم من جميع نقاط الضعف الكامنة في ائتلاف من ثمانية أحزاب أقلية، إذا استمرت الحكومة الجديدة في التركيز على هدفها الرئيسي، فقد يتحول تنوعها إلى أعظم نقاط قوتها.
وأكد أن هذه الحكومة لن تحقق حلاً للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني أو العديد من قضايا الدين والدولة، ولكن قد يكون هذا بمثابة نعمة مقنعة بمثابة أكثر من مجرد قاطع دائرة، من خلال تنحية القضية الأكثر إثارة للانقسام في السياسة الإسرائيلية جانبًا، ستضطر الحكومة إلى معالجة القضايا ذاتها التي توحد الإسرائيليين بالفعل ولكن تم إهمالها منذ فترة طويلة.
وأشار المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن الاحتياجات الملحة لخفض تكلفة المعيشة وإصلاح نظام الرعاية الصحية والاستثمار في البنية التحتية ليست سوى أمثلة قليلة بارزة. مع النضج السياسي، يمكن لنتائج التحالف الجديد أن تبدأ في تحقيق الاستقرار في البلاد وتقدم الأمة.
وأردف: “تسلط أحداث الشهر الماضي الضوء على الحاجة الملحة لنا جميعًا للرد على دعوة أوسع للوحدة. حتى مع إطلاق آلاف صواريخ حماس على المدنيين بشكل عشوائي، شهد الإسرائيليون اندلاع أعمال عنف عرقية في الشوارع في جميع أنحاء البلاد. في هذه الأثناء، انطلقت موجة من معاداة السامية في جميع أنحاء الغرب، مع وقوع هجمات معادية لليهود في كثير من الأحيان تحت ستار النشاط المؤيد للفلسطينيين، إن قرار الحزب الإسلامي الإسرائيلي بالانضمام إلى ائتلاف مكون من كوكبة من الأحزاب الصهيونية من اليمين واليسار هو خطوة رئيسية في معالجة هذه الانقسامات بالذات”.
ولفت إلى أنه: “بالنسبة لليهود في جميع أنحاء العالم، وخاصة الأجيال الشابة، كشف الصراع أيضًا عن علاقتهم المتزايدة التعقيد والبعيد مع دولة إسرائيل، يشعر الكثيرون بأنهم مجبرون على إعطاء الأولوية للآراء التقدمية والشعبية على دعم الدولة اليهودية، معتبرين الاثنين مفارقة سياسية، لذلك تثير أزمة الهوية الوجودية الناتجة التي تواجه الكثيرين سؤالًا قد يوفر الاختراق السياسي إجابة له. وأمثل هذه الحكومة الجديدة بديلاً دقيقًا يمكن أن يتردد صداها مع جمهور مدروس يسعى إلى تحقيق التوازن بين المصالح والأيديولوجيات المختلفة نحو قضية أكبر”، على حد قوله.
وفيما يخص الائتلاف الجديد بمساعدة الإخوان في الحكومة الإسرائيلية، يرى أنه: “لن يتحمس أحد بشأن كل تعيين رئيسي في الائتلاف، ولكن حان الوقت للاحتفال بأفضل ما يمكن لكل فصيل سياسي ومجموعة سكانية وفي الواقع كل شخص تقديمه إلى طاولة المفاوضات. يمكن أن تكون كرامة التنوع مصدر قوتنا، ومن السهل الدعوة إلى الوحدة ولكن الجزء الصعب هو ترجمتها إلى عمل”.
وشدد على أهمية أن تعمل هذه الحكومة الجديدة بجد لتظل متماسكة تحت ضغط هائل، ومع ذلك، هناك طريق للمضي قدما، حيث كان فيروس كورونا مثالاً لأزمة أثرت على الجميع، بغض النظر عن العمر أو المرحلة أو الثقافة أو اللون”، مشيرا إلى أن نظام الرعاية الصحية أو التعليم السيئ لا يفرق بين العرب أو اليهود والعلمانيين أو المتدينين وبين الناس من اليسار أو اليمين السياسي والجميع يعاني بسبب عيوبه.
وأوضح أن التركيز على توحيد الإسرائيليين حول هذه القضايا الملحة سيخلق الثقة والقوة لمعالجة التحديات الأوسع التي تواجه إسرائيل والشعب اليهودي والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة، لافتا إلى أنه قد تكون هذه الحكومة هي التي تضع على الرف تلك الأشياء التي تقسمنا وتحقق بعض التقدم الفعلي في تلك الأشياء التي نحتاج جميعًا إلى إصلاحها بشدة.
وتعليقا على ذلك المقال الإسرائيلي الذي يثبت تقديم الإخوان لخدمة ضخمة لإسرائيل بخلاف ما يروج له التنظيم الدولي، أكد المدون السعودي البارز منذر آل الشيخ مبارك، في تدوينة له عبر حسابه بموقع “تويتر”: “يقول الخبر إن الإخوان قدموا أعظم خدمة لإسرائيل بإثبات أنها حكومة تنوع.. هل آن للعقول أن تعمل؟؟”، مشددا على أن معركة استرداد الوعي مستمرة.
وقبل أيام، تطرق لذلك التحالف المثير للجدل بين الإخوان وإسرائيل، قائلا: إن التحالف بين الإخوان والصهيونية ليس وليد اللحظة.
وتابع: إن “التحالف بين الإخوان والصهيونية ليس وليد اليوم ومنصور عباس ليس بدعًا من الإخوان، لو عدنا إلى جريدة الشعب الفلسطينينة في 1948 / 1 / 24 لوجدنا خبر اختراق الصهيونية لجماعة الإخوان.. هل آن للعقول أن تعمل؟؟”.