بعد سقوط أكثر من ١٠٠ جريح و١٠٠ مصاب بين ورجال وشباب ونساء وأطفال، وتدمير مبانٍ وتهدم حياة، تسلك مختلف البلدان جهودها من أجل تهدئة الأوضاع وتسوية الأزمة الحالية المتأججة بين فلسطين وإسرائيل.
وخلال تلك الأيام الماضية التي اشتعلت فيها الأوضاع خاصة بين إسرائيل وقطاع غزة، دفعت أطراف دولية مبعوثين للتهدئة بينما طالبت مصر بسرعة وقف الضرب، وإلا ستتخذ خطوات حاسمة ضد إسرائيل.
وعقب تلك التطورات الحالية، كشف مصدر دبلوماسي عن وجود احتمالات عالية من تمكن جهود الوساطة في التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وذلك يوم الجمعة أو السبت المقبل.
وأضافت المصادر أن إسرائيل وغزة، من المحتمل أن يتوصلوا إلى اتفاق في خلال أيام، وذلك وسط جهود وساطة مكثفة من أجل وقف إطلاق النار المستمر منذ أكثر من أسبوع ما تسبب في غضب عربي ضخم.
وتابعت المصادر أن الوسطاء الدوليين أبدوا تفاؤلهم اليوم، بجهود التفاوض، وإمكانية التوقف في غضون أيام، مشيرة إلى ظهور مخاوف إسرائيلية من شدة الخطاب المصري الأخير بتجميد الملفات، لذلك تحاول الأولى سرعة إنهاء الأزمة.
ولفتت إلى أن مصر طلبت من تل أبيب هدنة لمدة عام، ستتولى فيها مراقبتها والتنسيق، بالإضافة إلى وقف الاستيطان وعدم اقتحام المسجد الأقصى، وفي المقابل فرض الالتزام على الأطراف الفلسطينية.
وشن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، إحداها في محيط مدارس تابعة للأونروا في حي تل الهوا في غزة.
فيما تم إيقاف رحلات الطيران من وإلى مطار بن جوريون، وضرب خط “إيلات – عسقلان” النفطي، وإعلان حالة الطوارئ في مدينة اللد، في تصعيد تشهده الساحة الفلسطينية الإسرائيلية منذ أسبوعين.
ووصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى تل أبيب واللد وبئر السبع وعسقلان وأسدود، حيث أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن المقاومة في غزة أطلقت 850 صاروخًا نحو إسرائيل، بينما استهدفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 130 موقعا للفصائل الفلسطينية حتى صباح الثلاثاء الماضي.
واستهدفت الصواريخ المناطق المستهدفة بمحيط مسجد الإحسان في بلدة جباليا البلد شمال غزة، ومنطقة تل الهوا جنوب غزة، وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، ودمر الطيران الحربي الإسرائيلي برج الجوهرة في غزة بشكل كامل، وبرج هنادي غرب مدينة غزة، نتج ذلك عن القصف.
ومن جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منذ قليل، رفضه إقامة سلام مع إسرائيل دون القبول بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، قائلا: “لا سلام دون القدس وهي عاصمة فلسطين ولا بديل عنها”.
وأضاف عباس، في اجتماع القيادة الفلسطينية، أنه “لن نقبل بالأمر الواقع الذي تريد أن تفرضه دولة الاحتلال بالقدس من خلال استهداف الوجود الفلسطيني”، مشددا على رغبة الفلسطينيين في مستقبل بلا احتلال وبلا عدوان وبلا استيطان ومستوطنين.
وأوضح أن الاجتماع يهدف لاتخاذ القرارات ودراسة وقف الاتصالات مع عدد من الجهات قد تكون من بينها الولايات المتحدة، مشيرا إلى: “قبل الختام أقول لأميركا وإسرائيل ارحلوا عنا”.
كما أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أوامر بمواصلة الغارات على قطاع غزة، وأعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا، استدعاء 8 فرق من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بسبب التوتر في القدس، ونشر الجيش الإسرائيلي المزيد من فرق المدفعية في محيط قطاع غزة.
ومن ناحيته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان صحفي: “قررنا أن نستمر ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى”، مضيفًا: “معادلة ربط غزة بالقدس ثابتة ولن تتغير، فعندما نادت القدس لبت غزة النداء”.
ويندرج ذلك تحت بند تصعيد جديد في المواجهات الحالية منذ الأسبوع الماضي بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة بما يخالف القانون الدولي.
ومنذ الأسبوع الماضي، شهدت القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، مواجهات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال، تعد هي الأشد منذ 2017، لتتأجج يوم الاثنين الماضي، حيث أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن أكثر من 520 فلسطينياً أصيبوا بجروح بالغة، أغلبها في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط تسعة جرحى في صفوفها.
وتتزامن تلك الأحداث الدامية بالقدس وغزة، مع معاناة أخرى بفلسطين، وتحديدًا في حي الشيخ جراح، بسبب دعوى قانونية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية، الذي يواجهون خطر الإخلاء من منازلهم الموجودة على أراض يطالب بها مستوطنون.