بعد عقد ونيف من الإغلاق والغموض الذي خيم على المشهد الثقافي الليبي، أشرقت شمس جديدة على طرابلس مع الإعلان عن إعادة فتح متحف السراي الحمراء.
وقالت مصادر: إن هذا الحدث، الذي وصف بـخروج التاريخ من الظلام، لم يكن مجرد استئناف لنشاط ثقافي، بل كان رسالة قوية ومباشرة للعالم مفادها أن ليبيا تسعى جاهدة لـ استعادة التاريخ والذاكرة الوطنية.
وأكدت، أن السراي الحمراء، الذي يضم كنوز ليبيا التاريخية التي تعود لآلاف السنين حيث يمثل الآن محور النقاش الأهم، هل يمكن أن يكون هذا الافتتاح هو مفتاح عودة السياحة إلى ليبيا وفتح أبواب الأمان أمام السياحة الأثرية في ليبيا؟
رمزية الافتتاح
وكشفت المصادر، أن متحف السراي الحمراء، الواقع داخل قلعة طرابلس التاريخية، تعرض للإغلاق القسري عام 2011 بعد سقوط القذافي بسبب المخاطر الأمنية غير المسبوقة التي هددت سلامة مقتنياته الثمينة، هذا المتحف لم يكن يمثل مجرد مستودع لآثار ليبيا، بل كان رمزًا للهوية الوطنية الليبية الجامعة.
وقالت: إن قرار إعادة فتح المتحف، بعد جهود ترميم مكثفة وتأمين للمقتنيات، يمثل انتصارًا للإرادة الثقافية على سنوات الصراع، هذا الإنجاز يُعد بمثابة شهادة على أن جزءًا من استقرار ليبيا بدأ يتحقق، خاصة في العاص ، حيث ترى المصادر أن إعادة تشغيل مؤسسة ثقافية حساسة بهذا الحجم دليل عملي على تحسن الأمن في طرابلس.
تحديات السياحة الأثرية في ليبيا
وأوضحت المصادر، أن إعادة فتح المتحف الوطني الليبي هو خطوة تأسيسية، لكنها ما تزال تحتاج إلى استكمال لبناء “جسر الأمان” الذي سيجذب السياح مجددًا، حيث يُعتبر المتحف، في موقعه المركزي الحساس بطرابلس، أول مؤشر عملي على مدى رسوخ الأمن في طرابلس ولا يمكن لشركات السياحة أو الحكومات الأجنبية أن ترفع حظر السفر عن ليبيا دون وجود دلائل ملموسة على استقرار ليبيا.
وترى المصادر، أن نجاح الليبيين في تأمين هذه الكنوز الليبية التاريخية وإعادة عرضها، يبعث برسالة طمأنة إلى المنظمات الدولية مثل اليونسكو، التي تراقب وضع المواقع الأثرية الليبية عن كثب، هذا يمهد لبرامج تعاون دولية أوسع في مجال الترميم الثقافي، مؤكدة أن المتحف سيصبح الوجهة الأولى والأكثر أمانًا للبعثات الأثرية الدولية، والسفارات، وعدد محدود من المهتمين الذين قد يزورون طرابلس في مهام غير سياحية، مما يعزز فكرة أن عودة السياحة إلى ليبيا ممكنة، ولتجاوز التحديات وتحويل متحف السراي الحمراء إلى نقطة انطلاق فعلية للسياحة الأثرية في ليبيا، يجب أن تتجاوز جهود الترميم الثقافي مجرد إعادة فتح الأبواب:
هل الأمل ولد من السراي الحمراء؟
واختتمت المصادر، أن متحف السراي الحمراء هو رمز للقوة الليبية في مواجهة التحديات الهائلة التي تلت سقوط القذافي، مؤكدة أن إعادة فتح المتحف يمثل دليلاً على إرادة استعادة التاريخ وبداية الترميم الثقافي، والنجاح هنا سيؤكد أن طرابلس يمكن أن تقود البلاد نحو السلام من خلال قوة كنوز ليبيا التاريخية التي لا تقدر بثمن.

