ذات صلة

جمع

من رماد الأزمة.. ما هي خارطة الطريق لإنهاء الفوضى السورية؟

بعد أكثر من 13 عامًا على اندلاع الأزمة السورية،...

عام ثقيل على سوريا.. هل يتحول “الحضن الروسي” إلى فخ استراتيجي؟

على مدار العام الماضي، وجد النظام السوري نفسه أقرب...

اتهامات بالتجسس تهز بولندا.. خلاف عائلي يكشف خيوط شبكة روسية غامضة

لم تكن بولندا تتوقع أن يتحول خلاف عائلي في...

حدود متحركة.. خطة ترامب تعيد رسم جغرافيا غزة وتفتح مسار صراع طويل

أعاد ظهور ما تسميه إسرائيل بـ"الخط الأصفر" إلى الواجهة...

عرض جديد على الطاولة.. كيف تعيد حماس صياغة مستقبل سلاحها في مفاوضات وقف النار؟

مع انتقال المفاوضات بين حماس وإسرائيل إلى مرحلة أكثر...

حدود متحركة.. خطة ترامب تعيد رسم جغرافيا غزة وتفتح مسار صراع طويل

أعاد ظهور ما تسميه إسرائيل بـ”الخط الأصفر” إلى الواجهة سؤالًا أوسع حول مصير غزة بعد وقف إطلاق النار، وحول قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على فرض واقع جديد في القطاع.

الخط الذي انسحبت إليه إسرائيل في أكتوبر الماضي لم يعد مجرد موضع انتشار عسكري مؤقت، بل بات يوصف في الخطاب الإسرائيلي بأنه “حدود جديدة”، وهو توصيف دفع دبلوماسيين أوروبيين إلى التحذير من أن القطاع قد يواجه مرحلة تقسيم فعلي، حتى وإن لم يُعلن ذلك رسميًا.

التحول يضع خطة ترامب ذات البنود العشرين تحت ضغط أكبر، ويثير الشكوك حول إمكانية تطبيق مراحلها اللاحقة التي تعتمد على إعادة توحيد القطاع تحت إدارة مدنية مستقرة.

غزة بين خارطتين.. خرائط الأمر الواقع وخرائط الاتفاقات

وعندما وافقت الأطراف على وقف إطلاق النار، كان الخط الأصفر مجرد خط انسحاب مؤقت يُفترض أن تتراجع عنه القوات الإسرائيلية تدريجيًا مع بدء المرحلة الثانية من خطة ترامب، والتي تشمل نشر قوة استقرار دولية وإطلاق عملية نزع سلاح الفصائل في القطاع.

لكن بمرور الوقت، تحوّل الخط إلى محور نقاش واسع داخل المؤسسات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، خصوصًا بعد تأكيدات بأن إسرائيل تحتفظ بسيطرة عملية على مساحات واسعة من غزة.

هذا الواقع الجديد يهدد بخلق ازدواجية بين خارطة الاتفاق وخارطة السيطرة الميدانية، ما يفتح الباب أمام صراع طويل حول من يملك القرار على الأرض، ومن يدير الشريط الجديد الذي يقسم القطاع إلى شمال وجنوب.

انسداد سياسي في ظل فراغ أمني

مع اقتراب المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار من نهايتها، تبدو المرحلة التالية أكثر تعقيدًا، فهذه المرحلة تعتمد على انتقال غزة إلى إدارة جديدة تحل محل إسرائيل، وهو انتقال يتطلب قوة استقرار دولية قادرة على تفكيك البنية العسكرية لحماس، وهي مهمة تبدو حتى الآن بلا إجماع دولي أو تصور واضح للآليات.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن إسرائيل تشكك في قدرة أي قوة دولية على تنفيذ هذا التفكيك، ما يعني أن تل أبيب قد تسعى للاحتفاظ بمواقعها الأمنية إلى أجل غير محدد، في خطوة قد تغيّر جوهر خطة ترامب بالكامل وتحولها من مشروع سلام إلى مشروع إدارة أمنية مفتوحة.

مصير السكان في خريطة تتغير

القلق الدولي لا يقتصر على مسار الخطة السياسية فحسب، بل يمتد إلى مستقبل سكان غزة الذين وجدوا أنفسهم فجأة أمام قطاع مقسوم فعليًا، ونقاشات إسرائيلية حول إعادة إعمار نصفه فقط، وهو الجزء الذي تسيطر عليه تل أبيب عبر الخط الأصفر.

مثل هذا الطرح يخلق مخاوف من أن تصبح أجزاء من القطاع خارج أي خطة تطوير أو إعمار، ما يفاقم الظروف المعيشية ويعيد إنتاج أزمة إنسانية طويلة الأمد.

وفي الوقت نفسه، تطرح حماس مقاربات جديدة، بينها استعدادها لتجميد أسلحتها كجزء من العملية السياسية، وهو موقف يعكس رغبتها في البقاء ضمن المعادلة، حتى إن تغيّرت طبيعة الصراع.

وما يجري اليوم يشير إلى أن خطة ترامب قد تتحول من خريطة لإنهاء الصراع إلى خريطة تعيد تشكيله بطريقة مختلفة، فالخطوط الجديدة التي تفرضها إسرائيل، والغموض الذي يكتنف القوة الدولية، والازدواج بين مسارات الأمن والسياسة، كلها عوامل تقود غزة نحو مرحلة انتقالية شديدة التعقيد.