ذات صلة

جمع

منها التيارات المتشددة في النمسا.. ما مدى تأثير التطرف السياسي على الأمن القومي في أوروبا؟

مع تصاعد التحركات الأمنية والسياسية لمواجهة الجماعات الإرهابية التي...

قبل لقائه المرتقب بالرئيس الروسي.. ما وراء تبدّل تصريحات ترامب حول قدرة أوكرانيا على حسم الحرب؟

تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقييم سابق كان متفائلًا بشأن فوز كييف، وأكد أن الانتصار الأوكراني ليس مضمونًا، ما أثار مخاوف أوروبا وحلفاء الولايات المتحدة من احتمال إعادة ترتيب موازين القوى على الأرض قبل أي محادثات مرتقبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تراجع ترامب عن تقييم سابق لأوكرانيا

وقالت مصادر إن هذا التحوّل يأتي في وقت يتهيأ فيه ترامب للقاء بوتين، ما دفع المراقبين للتساؤل عن دوافع هذا التغيير، وهل يسعى الرئيس الأمريكي لإظهار مرونة دبلوماسية تمهد لمفاوضات مباشرة مع روسيا بعيدًا عن تأثير الحلفاء الأوروبيين.

رفض تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” وتأجيل العقوبات على روسيا

وأوضحت المصادر أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن الأسبوع الماضي لم تحقق ما كان يأمله، حيث رفض ترامب تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” التي يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية، كما أجّل النقاش حول فرض عقوبات جديدة على موسكو إلى ما بعد اللقاء المحتمل مع بوتين. كما أثار اختيار بودابست كمكان محتمل لإجراء المحادثات القلق الأوروبي، لا سيما في ظل موقف رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان المؤيد لروسيا، بينما دعا زيلينسكي إلى تنسيق متعدد الأطراف لضمان جدية أي مفاوضات.

التقلبات الأمريكية.. بين الدعم العسكري والدبلوماسية المباشرة

وأشارت المصادر إلى أن تصريحات ترامب المتقلبة تخلق حالة من عدم اليقين، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، بل بالنسبة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” بأكمله، إذ يعكس سلوك الرئيس الأمريكي ميلًا لإعادة تشكيل موازين القوى دون إشراك الحلفاء الأوروبيين بشكل كامل، ما قد يترك كييف في موقف صعب على أرض المعركة، ويقلل من فعالية الدعم العسكري والاقتصادي الذي تقدمه واشنطن.

التحليل الاستراتيجي للموقف الأمريكي

وقالت المصادر إن ترامب يسعى لتحقيق هدف سياسي داخلي ودولي من خلال تعديل لهجته، فمن جهة، يريد تقليل الانخراط الأمريكي المباشر في النزاع، ومن جهة أخرى يسعى لاستثمار أي اتفاقيات مع روسيا لتعزيز موقعه السياسي قبل الانتخابات المقبلة أو أي لقاء دولي مهم.

السيناريوهات المحتملة

وترى المصادر أن أي تحوّل في الموقف الأمريكي يجب أن يُقرأ بحذر، لأن التغيرات المفاجئة في التصريحات الرسمية غالبًا ما تؤدي إلى ارتباك داخل المؤسسات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية نفسها، ما قد ينعكس سلبًا على قدرتها على تنفيذ أي خطط عملية لدعم أوكرانيا، خصوصًا في مجالات التسليح والمخابرات. بالإضافة إلى ذلك، تلعب التحولات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة دورًا مهمًا في تحديد سياسة ترامب تجاه النزاع الروسي الأوكراني، فمع اقتراب الانتخابات أو أي استحقاق سياسي مهم، يصبح تعديل اللهجة تجاه أوكرانيا جزءًا من استراتيجية تعزيز الدعم الداخلي، وربما محاولة لكسب أصوات فئات معينة من الناخبين الذين يفضلون التهدئة وتقليل التورط الأمريكي المباشر في الحروب الخارجية.