انفجار ذخيرة في مصراتة الليبية.. رسائل خطرة عن واقع أمني هش

سلسلة من الأزمات تعيشها ليبيا منذ سنوات، وسط انتشار الأسلحة ومخاطرها على المدنيين، فقد تتأرجح بين محاولات تسوية سياسية وصراعات مسلحة كامنة، وما تزال تواجه تحديًا وجوديًا يتمثل في السلاح المنفلت ومخازن الذخيرة التي قد تتحول بين ليلة وضحاها إلى قنابل موقوتة تهدد أرواح الأبرياء.

انفجار مصراتة

في السياق ذاته، شهدت مدينة مصراتة شمال غربي ليبيا، اليوم الاثنين، حادث انفجار جديد في أحد مخازن الذخيرة بمنطقة السكيرات؛ ما أدى إلى إصابة 16 شخصًا.

تفاصيل حادث الانفجار

وقع الانفجار داخل مخزن ذخيرة لم يكشف رسميًا عن تبعيته، وأدى إلى اهتزاز المنطقة القريبة من الساحل، وسط حالة من الذعر بين السكان المحليين، فرق الإسعاف والطوارئ هرعت على الفور إلى الموقع، حيث جرى نقل المصابين إلى المراكز الطبية القريبة.

وأكدت مصادر طبية، أن الإصابات لم تتجاوز حدود الجروح السطحية والاختناقات، وهو ما جنّب المدينة مأساة أكبر.

ورغم توقف الانفجارات اللاحقة بعد فترة قصيرة، إلا أن ألسنة النيران ظلت مشتعلة، ما دفع فرق الإطفاء إلى مواصلة جهودها لساعات في سبيل احتواء الحريق ومنع امتداد آثاره.

وإلى ذلك، وجهت السلطات المحلية نداءً عاجلًا للسكان بضرورة الابتعاد عن موقع الحادث وعدم الاقتراب من بقايا المقذوفات أو الأجسام المعدنية التي تناثرت في محيط المنطقة، محذرة من أن بعضها قد يكون غير منفجر وقابلًا للتفجير في أي لحظة، مما يعكس حجم الخطورة الكامنة في مثل هذه الحوادث، خصوصًا مع وجود مخزونات سلاح غير مؤمنة بشكل كاف.

انفجارات مماثلة خلال سنوات ماضية

الحادث لم يكن الأول من نوعه في ليبيا، إذ سبق أن شهدت مدن أخرى مثل ترهونة وبنغازي انفجارات مماثلة خلال السنوات الماضية، غالبًا نتيجة سوء التخزين أو تماس حراري داخل المستودعات، حيث إن هذه الوقائع تبرز معضلة السلاح المنتشر بلا ضوابط واضحة، إذ تشير تقديرات دولية إلى وجود ملايين من قطع السلاح خارج سيطرة الدولة، موزعة بين جماعات مسلحة ومخازن مهملة.

وفي مصراتة، التي تعد من أكبر مدن الغرب الليبي وأكثرها تأثيرًا في المشهد السياسي والعسكري، فإن وقوع مثل هذا الحادث يثير القلق بشأن مستوى الرقابة على مخازن الذخيرة الكثيرة المنتشرة في محيطها، خاصة وأنها كانت لسنوات معقلًا لكتائب مسلحة شاركت بفاعلية في النزاعات الداخلية.

رسائل وأبعاد متعددة

وعلى المستوى الأمني، يعكس الحادث ضعف البنية التحتية المخصصة لتخزين السلاح، وغياب منظومة متكاملة للسلامة، فالمستودعات غالبًا ما تكون قريبة من المناطق السكنية، ما يجعل أي خطأ أو حادث عرضي كارثة محتملة.

ويرى مراقبون للأوضاع، أن الانفجار في مصراتة لا يمكن فصله عن السياق السياسي العام، فهو يذكر المجتمع الدولي بأن ليبيا ما زالت تفتقر إلى سلطة مركزية قادرة على ضبط السلاح وتوحيد الأجهزة الأمنية، وبين الحصيلة البشرية المحدودة والخسائر المادية غير المعلنة، يظل الحدث بمثابة جرس إنذار إضافي.