ذات صلة

جمع

الموساد يتسلل إلى عمق الحزب.. هل انهار الجدار الأمني لحزب الله؟

في تطور خطير يعكس الاختراق الأمني العميق داخل صفوف...

نتنياهو يقود إسرائيل إلى عزلة غير مسبوقة.. “تسونامي دبلوماسي” يضرب تل أبيب

تشهد إسرائيل في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أزمة...

من الأحياء إلى المنصات.. خريطة تمدد الإخوان داخل فرنسا

لم تكن فرنسا بمنأى عن مشروع جماعة الإخوان الإرهابية،...

طرابلس على صفيح ساخن.. “جمعة الخلاص” تشعل الاحتجاجات ضد حكومة الدبيبة وسط تحريض من الغرياني

تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصاعدًا في الدعوات الشعبية للخروج...

الموساد يتسلل إلى عمق الحزب.. هل انهار الجدار الأمني لحزب الله؟

في تطور خطير يعكس الاختراق الأمني العميق داخل صفوف حزب الله، تتوالى الفضائح التي تكشف تراجع قبضة التنظيم على بيئته الحاضنة، وسط تصاعد قضايا تخابر مع إسرائيل تورط فيها شخصيات محسوبة على الحزب، أبرزها المنشد الديني محمد صالح.

وتزامن هذا التطور مع احتجاجات شعبية في طرابلس ضد حكومة عبد الحميد الدبيبة في ليبيا، ترافقت مع تحذيرات من أن تكون التنظيمات المتشددة، وعلى رأسها حزب الله والإخوان، أداة لقمع التحركات الشعبية في أكثر من ساحة عربية.

محمد صالح: منشد حزب الله المتهم بالتخابر مع إسرائيل

وبينما ما تزال التحقيقات القضائية اللبنانية مستمرة مع محمد صالح، وهو منشد ديني معروف بقربه من قيادات حزب الله، بعد توجيه اتهامات إليه بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي.

وكشفت مصادر مطلعة، أن صالح تلقى مبالغ مالية ضخمة عبر بيتكوين مقابل تزويد إسرائيل بمعلومات بالغة الحساسية عن تحركات قيادات الحزب ومراكز عسكرية في الجنوب، ووصفت المصادر التحقيقات بأنها “فنية حاليًا”، وتنتظر نتائج تحليل الأجهزة الإلكترونية المصادرة من صالح، ما قد يأخذ مزيدًا من الوقت.

خرق متكرر: ليس العميل الوحيد

لم يكن الملف الأمني لمحمد صالح استثناءً، إذ تؤكد الجهات القضائية أن هناك عشرات الموقوفين المتهمين بالتعامل مع إسرائيل، جميعهم من بيئة الحزب، لكن دون ارتباط تنظيمي مباشر؛ مما يشير إلى نهج التجنيد الفردي الذي يعتمده الموساد.

ويأتي ذلك في ظل تراجع الموارد المالية التي كانت تُضخ داخل الحزب، خاصة بعد حرب 2006؛ وهو ما أدى إلى دخول عناصر “غير مؤدلجة” إلى التنظيم لأسباب مالية بحتة، مما سهّل عملية الاختراق.

الحزب تحت الضغط

ويؤكد خبراء، أن حزب الله بعد 2005 فقد جزءًا من انغلاقه العقائدي، لا سيما بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان واضطراره إلى خوض غمار السياسة بشكل أوسع، ومع تدخله في الحرب السورية، أصبحت تحركاته مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، ما أتاح لإسرائيل جمع معلومات دقيقة عن بنيته الأمنية والعسكرية.

ومنذ 2008، بدأت قوى الأمن الداخلي اللبنانية رصد داتا الاتصالات، وظهر تواصل مريب بين أفراد من الحزب والموساد، لكن الحزب رفض التعاون مع أجهزة الدولة عندما عُرضت عليه الأدلة، بدعوى الحفاظ على هيبته.

صورة تهتز أمام الجمهور.. وصالح رمز الخيانة

لذا صُدم جمهور حزب الله بخبر توقيف صالح في 28 أبريل الماضي، إثر بلاغ من وكيل محل لتحويل الأموال في الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يعمل، وزاد من وقع الصدمة تداول صور قديمة لصالح برفقة مقاتلين قتلى من الحزب كان ينعي بعضهم بنفسه.

يُذكر أن الحزب عادةً ما يحاكم المتهمين بالعمالة داخليًا عبر الوحدة 900، باستخدام أدوات مثل جهاز كشف الكذب، إلا أن تسليم صالح للسلطات اللبنانية، بحسب محللين، يدل على تصنيفه كعضو غير قيادي.

اتهامات للإخوان والتحذير من عسكرة الدولة

وفي سياق متصل، يواجه حزب الله وتنظيم الإخوان اتهامات متزايدة بالضلوع في قمع الحركات الاحتجاجية، كما هو الحال في ليبيا، حيث تشهد العاصمة طرابلس تصعيدًا شعبيًا ضد حكومة عبد الحميد الدبيبة، المحسوبة على الإخوان.

وقد دعا مفتي ليبيا السابق صادق الغرياني، المعروف بولائه للتنظيمات المتطرفة، إلى مهاجمة المحتجين لفظيًا واعتبارهم “يموتون ميتة جاهلية”، في خط موازٍ لحملات التحريض الديني التي طالما استخدمها حزب الله ضد خصومه في الداخل اللبناني.

حزب الله بين نارين

وفي لبنان، يواجه حزب الله أزمة ثقة داخلية غير مسبوقة، مع تكرار حالات التخابر داخل صفوفه، واتهامات بالهيمنة الأمنية والسياسية على البلاد، وفي ليبيا، يجد التنظيم المتحالف مع الإخوان نفسه في مواجهة موجة احتجاجات شعبية واسعة، تهدد نفوذه الإقليمي.

كل هذه التطورات تطرح تساؤلات عميقة: هل ما زال الحزب قادرًا على الحفاظ على بنيته الأمنية والعقائدية؟ وهل يمكنه التعامل مع تحولات البيئة الداخلية والإقليمية؟.. ويبدو أن الإجابة تقترب من “لا”، في ظل الانكشاف الأمني، والاستنزاف المالي، وتصاعد الغضب الشعبي.

spot_img