ذات صلة

جمع

بين الحرب والمناخ.. نازحو اليمن في مواجهة الموت البطيء

بينما تنشغل الأطراف المتصارعة في اليمن بالحرب والسياسة، يخوض...

“طرابلس بعد غنيوة.. الدبيبة يُعيد رسم خريطة النفوذ في ليبيا”

في مشهد يعكس طبيعة التحالفات المؤقتة والمضطربة داخل المشهد...

ضغوط غير مسبوقة على إسرائيل وتلميحات بعقوبات.. هل تنجح في وقف حرب غزة؟

في تطور لافت، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو...

خامنئي يشكك في فرص نجاح المفاوضات النووية.. هل تمهّد إيران لفشل محسوب؟

أطلق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تصريحات لافتة تُظهر...

مظاهرات واستقالات في ليبيا.. هل تكسر التحركات الأخيرة حالة الجمود السياسي؟

تشهد ليبيا تصاعدًا في التوترات السياسية والاجتماعية، حيث اندلعت...

خامنئي يشكك في فرص نجاح المفاوضات النووية.. هل تمهّد إيران لفشل محسوب؟

أطلق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تصريحات لافتة تُظهر شكوكه بشأن مستقبل المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، مشيرًا أنه لا يعتقد أن تلك المحادثات ستفضي إلى نتائج ملموسة.

وقال في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى وفاة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي: “لا أعتقد أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستؤدي إلى نتائج. لا أعلم”.

ويأتي تصريح خامنئي في توقيت حساس، بينما تُراجع إيران اقتراحًا أمريكيًا لعقد جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت طهران تهيّئ الرأي العام لاحتمال انهيار المفاوضات بشكل محسوب ومدروس.

رفض إيراني للمطالب الأميركية

وفي لهجة تحمل الكثير من التحدي، وجه خامنئي انتقادًا صريحًا للولايات المتحدة، معتبرًا أن بعض مطالبها تُعد “مبالغًا فيها”، وأضاف: “قولكم إنكم لن تسمحوا لإيران بتخصيب اليورانيوم مطلب مبالغ فيه”.

وهذا الموقف يعكس تصلب الموقف الإيراني، لا سيما في ما يتعلق بملف تخصيب اليورانيوم، الذي يُعد نقطة الخلاف الرئيسية بين الطرفين، حيث ترى واشنطن أن تخصيب إيران بنسبة عالية يُقربها من القدرة على تصنيع سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران بشكل قاطع.

الجولة الخامسة من المحادثات

وفي وقت سابق من اليوم، كشف كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده تلقت اقتراحًا لتحديد موعد ومكان الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.

وأوضح في تصريح بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: “لقد تلقينا اقتراحًا بالجولة المقبلة من المفاوضات، والتي يتم النظر فيها حاليًا”.

وكانت أربع جولات من هذه المحادثات قد عُقدت منذ انطلاقها في 12 أبريل/نيسان الماضي، بوساطة عمانية، في كل من مسقط وروما، وتركزت على معالجة الخلافات حول برنامج إيران النووي.

طهران تصر على حقها النووي وواشنطن تلوّح بالعقوبات

وترأس عباس عراقجي الوفد الإيراني في هذه المفاوضات، في حين قاد الوفد الأميركي ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبرز الخلاف بين الجانبين حول استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، حيث أكد عراقجي مؤخرًا أن بلاده ستواصل التخصيب “مع أو بدون اتفاق”.

وتقوم إيران حاليًا بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة أعلى بكثير من 3.67% المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، لكنها لا تصل إلى نسبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري، وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن هذه النسبة ما تزال ضمن الاستخدام المدني، رغم أن العديد من الدول الغربية تنظر إليها بقلق بالغ.

هل تمهّد طهران لخروج منضبط من المسار التفاوضي؟

وتشير تصريحات خامنئي، أن إيران قد تكون بصدد إعادة تموضع استراتيجي، وربما تستخدم التصريحات المتشككة كوسيلة لتهيئة الداخل الإيراني لفشل تفاوضي متوقع، خاصة إذا استمرت واشنطن في فرض شروط تراها طهران مجحفة.

ومن جهة أخرى، قد تكون هذه التصريحات بمثابة ورقة ضغط إيرانية لكسب تنازلات أمريكية قبل أي جولة تفاوضية جديدة، خصوصًا مع تصاعد الجدل الداخلي في الولايات المتحدة حول كيفية التعامل مع إيران في عهد ترامب، الذي أعاد للواجهة سياسة الضغط القصوى.

ومن ناحيتها، أعربت إسرائيل مؤخرًا عن قلقها من ارتفاع نسبة تخصيب إيران لليورانيوم، واعتبرت أن ذلك “يتجاوز كل الخطوط الحمراء”، بينما الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشارت في تقاريرها الأخيرة إلى أن إيران زادت من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، مما يُعقد فرص العودة إلى الاتفاق.

بينما طالبت دول أوروبية مثل: ألمانيا وفرنسا إيران بضرورة العودة الكاملة إلى التزاماتها النووية، في حين تُحمّل طهران واشنطن مسؤولية تدهور الاتفاق بعد انسحابها منه في 2018.

spot_img