ذات صلة

جمع

“العودة عبر الفوضى”.. كيف يُخطط إخوان الخارج لإشعال الداخل العربي من جديد؟

في أعقاب القرار الأردني بحظر جماعة “الإخوان المسلمين” ومصادرة...

تيار التغيير يُعلن الحرب الناعمة: ” مخطط إسقاط الأنظمة يبدأ من الأردن”

في مشهد يعكس مدى تغوّل جماعة الإخوان الإرهابية في...

بين الضغط والمصالح.. ترامب يراجع الرسوم الجمركية ويفتح نافذة تفاوض مع الصين

في خطوة مفاجئة، تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب...

ولاية ترامب الثانية: فوضى محسوبة أم مقدمة لانهيار النظام الأمريكي؟”

ولاية ترامب الثانية: فوضى محسوبة أم مقدمة لانهيار النظام...

القرم محور الصراع.. هل يغير الغرب موقفه من روسيا؟

بين تعقيدات السياسة الدولية وتغير مواقف العواصم الكبرى، تبرز شبه جزيرة القرم مجددًا كمحور ساخن يُعيد رسم خريطة التحالفات.

ما بين تصريحات نارية من واشنطن، وتشدد من كييف، وتمسك أوروبي بالموقف الراسخ، يبدو أن الغرب يقف على حافة إعادة تعريف علاقته مع روسيا.

شرارة الجدل.. ترامب يضغط و زيلينسكي يرفض

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد توجيهه انتقادات مباشرة لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على خلفية رفض الأخير الاعتراف بسيادة روسيا على القرم.

ترامب، الذي يسعى إلى إنجاز دبلوماسي ينهي الحرب الأوكرانية، اعتبر أن تمسك كييف بالقرم “يعقد فرص السلام”، ملمحًا إلى أن على أوكرانيا “أن تكون أكثر مرونة” في الملفات السيادية.

لكن زيلينسكي لم يتأخر في الرد، مؤكدًا أن التخلي عن القرم “يتعارض مع دستور أوكرانيا”، ويعني عمليًا شرعنة “الاحتلال”، وأعاد التأكيد على أن أي حل سلمي لا يمر عبر استعادة القرم، يبقى مرفوضًا من حيث المبدأ والشعب.

بروكسل تستنفر.. رفض أوروبي لأي تنازل

وفي مواجهة هذا التوجه الأميركي المستجد، تحركت أوروبا سريعًا، دبلوماسي أوروبي رفيع كشف لصحيفة فاينانشيال تايمز أن الاتحاد الأوروبي أبلغ إدارة ترامب بوضوح أنه “من المستحيل” الاعتراف بالقرم كجزء من الأراضي الروسية، مشيرًا أن أي خطوة من هذا النوع ستهدد وحدة الموقف الأوروبي بشأن الأزمة الأوكرانية.

وأضاف المصدر، أن أوروبا قد تجبر، في حال استمرار واشنطن بهذا النهج، على اتخاذ موقف حاسم بين التحالف مع الولايات المتحدة أو دعم أوكرانيا، وهو ما يضع حلف الناتو أمام تحدي وجودي نادر.

قمة أوروبية مرتقبة وخطط دفاعية جديدة

في موازاة هذه التوترات، كشفت مصادر أوروبية عن ترتيبات تجري بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لإطلاق اتفاق دفاعي موسع، ومن المقرر الإعلان عن هذه الخطط خلال قمة تعقد في 19 مايو المقبل، إلى جانب توسيع اتفاقات الصيد بين الجانبين، في ما يبدو محاولة لتقوية الجبهة الأوروبية الداخلية في مواجهة أي ضغوط أميركية محتملة.

موسكو تلتقط الإشارة
من جهته، سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعلان تأييده للمقترح الأميركي الذي يتضمن وقف الحرب مقابل اعتراف دولي بسيادة موسكو على القرم، ووقف أي مساعٍ أوكرانية للانضمام إلى الناتو.

تصريحات الكرملين أوضحت أن موسكو تنظر لهذا الطرح باعتباره “تأكيدًا للواقع الجيوسياسي”، وأن القرم بات “مسألة منتهية” في نظر روسيا.

منذ ضمها في 2014، تحولت القرم إلى عنوان دائم للتوتر بين روسيا والغرب، لكن المتغيرات الأخيرة تشير إلى أن الملف خرج من إطاره الجغرافي الضيق، ليصبح نقطة ارتكاز في الصراع على النفوذ، ومقياسًا لتماسك المعسكر الغربي.

المقترح الأميركي، وإن لم يعلن رسميًا، كشف التباين العميق بين نهجين، أحدهما واقعي براغماتي تسعى إليه إدارة ترامب، والآخر مبدئي صارم تتبناه كييف ومعظم العواصم الأوروبية، وفي حال قررت واشنطن المضي قدمًا في الاعتراف بالقرم، فقد يكون ذلك الشرارة التي تقلب موازين التحالفات القائمة منذ بداية الحرب.

spot_img