منذ أن أعلنت إيران عن مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي إثر سقوط طائرته في رحلته إلى كازخستان، وتشتعل الأجواء السياسية في البلاد في ظل أن الانتخابات الرئاسية ستكون خلال 50 يومًا من الحادث، وهو ما فتح جدلًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، خاصة وإن خامنئي يريد رئيسًا يتوافق مع سياساته بشكل عام ويكون خليفته في منصب المرشد الأعلى.
أعلن وحيد حقانيان، المستشار الخاص للمرشد، علي خامنئي، ومسؤول الشؤون الخاصة في مكتبه، والشخص الأكثر قربًا منه، ترشحه في الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران، مؤكدًا – خلال مؤتمره الصحافي-، الذي شهد انقطاع الكهرباء عدة مرات، أنه ترشح “بقرار شخصي”.
وقام حقانيان، بتسجيل ترشحه للانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة لعام 2024، وذلك خلال حضوره إلى مبنى وزارة الداخلية، وقال – بعد تسجيل اسمه للصحفيين الموجودين في مقر الوزارة-: “لقد رشحت نفسي للانتخابات الرئاسية بقرار شخصي”.
وأشار إلى قيامه بإعداد تقارير دقيقة حول أوضاع المواطنين وتقديمها لأصحاب القرار في النظام، وفي سياق ذلك، أوضح قائلاً: “خلال السنوات الـ 45 الماضية، بفضل الواجب الذي قمت به، ورحلاتي إلى جميع أنحاء البلاد، وإعداد التقارير المستمرة، وتقديمها لمراكز صنع القرار، وتجاربي المباشرة في الحروب وغيرها من المجالات، تمكنت من بناء جسور قوية مع مختلف فئات المجتمع”.
وأكد حقانيان، الذي يمتلك سجلًا طويلًا من العمل مع خامنئي، ترشحه في الانتخابات المبكرة، موضحًا أنه “خلال 45 عامًا من الخدمة المستمرة في مختلف المناصب الإدارية والتنفيذية وصنع القرار في البلاد، لم أنتمِ أبدًا لأي فصيل سياسي، ولن أكون، ولكنني مستعد للتعاون مع الجميع”.
فمن هو حقانيان؟
وحيد حقانيان، المولود عام 1963 في طهران، من أقرب الدوائر الأمنية الاستشارية لخامنئي، وينتمي بالأصل لمدينة أصفهان ويعرف باسم “الحاج وحيد” أو “سردار وحيد”، وكان من أقدم قادة قوات الأمن وقوات الحرس للنظام بعد الثورة، وكان قائد كتيبة “دوريات ثأر الله” في الثمانينيات.
وعمل لبعض الوقت كقائد لوحدة الاستخبارات في البحرية التابعة لقوات الحرس للنظام. وتم نقله إلى فيلق القدس في أواخر الثمانينيات، وكان حقانيان أحد قادة فيلق القدس لمدة أربع سنوات. ثم عمل كمساعد لنائب مكتب بيت خامنئي للشؤون الأمنية والسياسية.
وله تاريخ في المشاركة في الحرب الإيرانية – العراقية، وفي عام 1987 أصيب بجروح بالغة في البطن والساق خلال عملية “بيت المقدس3″، وما تزال آثارها واضحة عليه عندما يمشي.
يقال: إن حقانيان يعيش جارًا لبیت محمد محمدي کلبایكاني، رئيس مكتب خامنئي، وهو أحد رجال الحرس القلائل الذين سرعان ما أصبحوا قادة بعد التحاقهم بحرس الملالي من دون أن يكون لديهم خلفية عسكرية، وفي مراسم الولاية الثانية لرئاسة محمود أحمدي نجاد، وسط دهشة الجميع، قام حقانيان بتسليم حكم تنفيذ مرسوم الرئاسة إلى خامنئي ليقوم بتسليم المرسوم إلى أحمدي نجاد. وكان هذا العمل يقوم به عادة الرئيس السابق أو رئيس مجلس الخبراء أو من في وزنهم ومستواهم.