رغم الكثير من القوانين والوعود القطرية، إلا أن الأجانب فيها يتلقون معاملة غير آدمية، تصل لحد الانتهاكات الجسيمة التي يعاقب عليها القانون الدولي، وهو ما تحاول إخفاءه باستمرار، بينما تتغنى بزيف الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.
وبعد فضح الانتهاكات التي يتعرض لها عمال المونديال، يوجد خلف العديد من الأبواب المغلقة في قطر، معاناة بالغة تعيشها العاملات الأجنبيات من قسوة وظروف عمل سيئة، وهو ما وثقته منظمة العفو الدولية في أحدث تقاريرها، بعد لقاءات أجرتها مع 105 عاملات، موضحة أنه يوجد في قطر نحو مليوني عامل مهاجر، أغلبهم من دول فقيرة مثل بنجلاديش ونيبال والهند، ومن بينهن تعمل 173 ألف امرأة كخادمات منازل نصفهن في منازل خاصة.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن عاملات المنازل في قطر يتعرضن لظروف عمل شديدة القسوة، تصل لحد الضرب والتحرش الجنسي والاغتصاب، بجانب العمل لعدد كبير من ساعات العمل الطويلة يوميا، وعلى مدار أيام الأسبوع دون راحة أسبوعية، فيما يحتفظ أرباب عملهن بجوازات السفر الخاصة بهن، وفي مقابل تلك المعاناة الضخمة التي تتعرض لها العاملات، يتقاضين أجورهن بشكل متأخر أو لا يتقاضينها على الإطلاق، وفقا للمنظمة.
وتابعت: إن العاملات يتعرضن باستمرار لتعدٍّ لفظي وبدني وإذلال، لدرجة تصل ببعضهن لعدم الحصول على طعام مناسب ما يجعلهن يأكلن من فضلات الطعام، وأنهن ينمن على الأرض وأنهن محرومات من الرعاية الطبية.
بينما تتعرض أخريات إلى الضرب والتحرش الجنسي أو حتى الاغتصاب، وأرجعت المنظمة الأسباب الرئيسية للظروف السيئة للعمل هو انتشار نظام الكفالة الذي يلزم العامل الأجنبي بضامن محلي من مواطني البلد بوصفه رب عمله الذي يجب أخذ موافقته في حال أراد العامل تغيير وظيفته، وهو ما يفتح الباب أمام سوء المعاملة.
وتحدثت إحدى الخادمات عن معاناتها، بقولها: إن “هذه عبودية وأنا لن أفعل هذا”، حيث كانت على مدار أكثر من عامين تعمل لدى اثنين من أرباب العمل لمدة 14 ساعة يوميا بدون يوم واحد للراحة، ولم تحصل سوى على أجر شهرين وأنها اتهمت زورا بالسرقة.
ونددت منظمة العفو الدولية بإفلات قطر الواسع النطاق من المحاسبة، بينما تلك العاملات لا يستطعن تحرير محاضر لأن ذلك يعرض وضعهن القانوني ودخلهن وسكنهن للخطر، مؤكدة أن “السلطات القطرية ما زالت تخذل عاملات المنازل المهاجرات اللائي يتعرضن لاستغلال كبير، بما في ذلك العمل الجبري والعنف الجسدي والجنسي”.