تعيش “جبهة لندن” التابعة لتنظيم الإخوان الدولي واحدة من أصعب لحظاتها التاريخية، حيث لم يعد الصراع داخليًا على “الشرعية التنظيمية” فحسب، بل تحول إلى صراع “تكسير عظام” على ما يُعرف بـ الغنيمة الأخيرة.
جاء ذلك عقب صدور تقارير وتسريبات حول قرار من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستهدف تجفيف منابع تمويل التنظيم وملاحقة الأصول المالية لـ 40 كيانًا اقتصاديًا وجمعية تابعة للجبهة في القارة الأوروبية وبريطانيا.
وقالت مصادر: إن هذا القرار لم يكن مجرد إجراء إداري، بل كان “فتيلاً” أشعل الحرب الكبرى بين أجنحة التنظيم المتصارعة، وسط اتهامات متبادلة بالسرقة، الاختلاس، وتهريب الأموال قبل وصول يد الملاحقة الدولية إليها.
زلزال ترامب
حث تعتمد جبهة لندن بشكل أساسي على شبكة معقدة من الشركات العقارية، والمراكز الإعلامية، والجمعيات الخيرية التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن قرار ترامب ركز على 40 كيانًا تُصنف كواجهات مالية تدير استثمارات بمليارات الدولارات وبمجرد تسرب أنباء القرار، بدأت القيادات داخل جبهة لندن في التحرك السريع لتأمين هذه الأصول، وهو ما فجر الصراع.
وأكدت المصادر، أن قرار ترامب بوضع هذه الكيانات تحت مجهر الرقابة الأمريكية المشددة، دفع المصارف البريطانية إلى تشديد إجراءاتها؛ مما تسبب في “تجمد” جزئي لبعض الأصول، وهو ما زاد من حدة الذعر داخل التنظيم.
اتهامات بالخيانة وتصفية الحسابات
كما أن داخل أروقة التنظيم في لندن، تحولت الاجتماعات السرية إلى “ساحات للعراك”، وتفيد المعلومات الواردة بأن الخلاف وصل إلى ذروته حول “صناديق الطوارئ”، فمع بدء ملاحقة ترامب، بدأت قيادات بارزة في جبهة لندن بمحاولة تحويل مبالغ ضخمة إلى دول في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
هذا التحرك وصفه المعارضون داخل التنظيم بأنه “هروب بالغنيمة”، وبدأت عمليات تسريب وثائق تدين قيادات تاريخية بالاختلاس والصراع الآن ليس على “فكر الجماعة” أو “مستقبلها السياسي”، بل هو صراع مادي بحت على من يمتلك مفاتيح الخزائن قبل أن يتم تجميدها نهائيًا.
رؤية ترامب 2025
وترى المصادر، أن قرار ترامب يستند إلى استراتيجية “الضغط الأقصى”، فمن خلال ضرب الكيانات الـ 40 في لندن، يهدف البيت الأبيض إلى وقف تمويل القنوات والمنصات التي تهاجم الاستقرار في الشرق الأوسط و تقليص قدرة الجماعة على التأثير في مراكز صنع القرار الأوروبية عبر التبرعات والتمويلات وإجبار القيادات على الانشغال بصراعاتهم المالية الداخلية بدلاً من التخطيط لنشاطات خارجية.
موقف السلطات البريطانية
لطالما كانت لندن “الملاذ الآمن” لهذه الكيانات، لكن قرار ترامب وضع الحكومة البريطانية في موقف حرج، وهناك ضغوط أمريكية قوية للتنسيق الأمني والقضائي لملاحقة هذه الثروات، وبدأت “هيئة الجمعيات الخيرية” في بريطانيا بالفعل في مراجعة ملفات عدد من الكيانات المرتبطة بالتنظيم، مما يعني أن “الغطاء” بدأ ينكشف عن إمبراطورية الظل المالية.
واختتمت المصادر، أن قرار ترامب لم يكن مجرد ضربة سياسية، بل كان بمثابة “زلزال مالي” ضرب أساسات جبهة لندن، فصراع “الغنيمة الأخيرة” الذي نشهده اليوم هو الدليل الأكبر على أن التنظيم وصل إلى مرحلة “السيولة الكاملة”، حيث غاب الفكر وتصدر المال المشهد، لتكتب واشنطن من خلال ملاحقة الـ 40 كيانًا الفصل الأخير في أسطورة التمويل الإخواني الدولي.

